في زمن تتبدل فيه القيم وتُعاد فيه صياغة معايير النجاح، نرى مشهداً عجيباً: معلم يبذل عمره في تربية العقول، وطبيب يسهر الليالي في إنقاذ الأرواح، بينما يكسب مصمم شعارًا في ساعتين أضعاف ما يجنيه أولئك في عدة أيام، الأمر ليس تقليلاً من قيمة التصميم أو المهن الحديثة، بل هو تساؤل صادق: هل أصبح المقياس الوحيد هو العرض والطلب؟ وهل فقد المجتمع توازنه في تقدير الجهود؟
قد يكون بعض الأفراد اختاروا مسارات لا تدرّ المال، لكن هل نُحملهم وحدهم مسؤولية نظام اقتصادي لا يكافئ التربية والتعليم كما يكافئ الترفيه والتسويق؟ وهل يُعقل أن تُصبح القيمة محصورة في ما يُباع لا فيما يُبنى ويُثمر على المدى البعيد؟
كيف ترون المسألة؟ هل الخلل في اختيارات الأفراد، أم في معايير السوق، أم في نظرة المجتمع؟
التعليقات