في بداية مسيرتي في العمل الحر، كان كل عرض جديد يبدو لي فرصة ذهبية. أحد العروض التي تلقيتها كان مغريًا جدًا؛ الأجر جيد، والمشروع مثير. لكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ أن الأمور لم تكن كما تبدو في البداية. كانت الطلبات تتزايد بشكل غير مبرر، والساعات تزداد دون اتفاق واضح. كنت أجد نفسي في موقف أشعر فيه أنني أضحي أكثر من المتوقع، دون أن أتلقى أي تقدير إضافي. الشعور بالاستغلال بدأ يتسلل إليّ تدريجيًا، لكنني لم أكن متأكدًا ما إذا كانت هذه مجرد مرحلة، أم أنني كنت في فخ.
العمل الاستغلالي: كيف تميز بين الفرصة الحقيقية والفخ؟
الفرصة الحقيقية، بعد أن مررت بتجارب مختلفة، هي التي تحقق تطورًا ملموسًا في الجوانب التي تهمني في هذه المرحلة، إما تعليمية.. مادية.. مهنية.. تكوين علاقات احترافية، وهكذا، وشخصيًا واجهت شعور الاستغلال عدة مرات حتى قررت العزوف عن بعض المشروعات تمامًا، كون الموضوع وصل إلى التأثير على تطوري المهني بالفعل، بالإضافة إلى ضغوطات نفسية عطلتني، لذلك أي مشروع حاليًا أُخضعه للمرحلة التي أنا فيها، ونوع الأهداف التي أرغب بتحقيقها.
ليس استغلالًا ولا شيء، خصوصًا أنك كنت في بداية مشوارك المهني، وكل بداية لا بد أن تمر بمرحلة من التعلم والتجربة، ولو أخبرتك بعدد المشاريع التي أنجزتها في بداياتي بمقابل لا يُذكر، قد لا تصدق! لكنني اليوم أنظر إليها كاستثمار طويل الأمد، لأنها كانت بمثابة ورش تدريب واقعية، صقلت مهاراتي وعرفتني على متطلبات السوق الحقيقية، صحيح أن الشعور بعدم التقدير كان حاضرًا أحيانًا، لكن ما تعلمته من تلك التجارب لا يقدر بثمن، والأهم أنني تعلمت كيف أرسم حدودي وأقيم جهدي وأختار المشاريع التي تضيف لي فعلاً، لا تلك التي تستنزفني فقط.
أتفق معك تماما، فالبدايات دائمًا مليئة بالتعلم والتجربة، والمشاريع التي قد تبدو بلا مقابل في البداية هي استثمار للمستقبل. ومع الوقت، نتعلم كيف نحدد حدودنا ونعرف المشاريع التي تضيف لنا فعلا. لكن يجب أن نكون حذرين من بعض العملاء الذين قد يستغلون هذه المرحلة، فيحاولون الحصول على خدمات بأسعار منخفضة أو دون تقدير حقيقي. الخبرة تساعدنا على التمييز بين الفرص الحقيقية والمشاريع التي تستنزفنا بلا فائدة.
وكيف لنا أن نفرق بين العملاء أصلًا، خاصة في بداياتنا؟ برأيي ليس بوسعنا في تلك المرحلة سوى خوض التجربة واكتساب الخبرة من الواقع، حتى وإن كانت مؤلمة أحيانًا، في البداية يكون من الصعب التمييز بين العميل الجاد والعميل الذي يبحث فقط عن أقل تكلفة دون أي تقدير للجهد المبذول، لكن كل مشروع ننجزه حتى وإن لم يكن مثاليًا يضيف لنا درسًا جديدًا يساعدنا لاحقًا في اتخاذ قرارات أكثر وعيًا، وبناء معاييرنا الخاصة لاختيار من نعمل معهم.
أتفهم تماما وجهة نظرك. ولكن، من المهم أن يدرك المستقل مسؤولية اختياراته في العمل، لأنه في النهاية هو من يحدد المسار الذي يسلكه. صحيح أن التمييز بين العملاء في البداية قد يكون صعبا، خاصة عندما يكون الهدف هو اكتساب الخبرة، لكن مع مرور الوقت، يصبح لدينا القدرة على التفريق بين العملاء الذين يقدرون الجهد المبذول والذين لا يفعلون. لا ينبغي أن ننظر لكل فرصة على أنها ضوء أخضر للتقدم، بل يجب أن نكون حذرين في اختيار المشاريع التي تساعدنا على النمو المهني والمالي دون أن نضيع وقتنا وجهدنا في مشاريع قد لا تكون مفيدة على المدى الطويل.
والأهم أنني تعلمت كيف أرسم حدودي وأقيم جهدي وأختار المشاريع التي تضيف لي فعلاً، لا تلك التي تستنزفني فقط.
المشكلة بسمة أنك أنجزت مشاريع كثيرة بدون مقابل كما تقولين، اي نعم هذا في بداية حياتك، ولكن لو سلمت بما ذكرتيه بان المجانية في البداية قد تكون لها ايجابيات اكثر من صقل مهارات الاشخاص وتكوين عملاء وتوسيع قائمتهم ومن هذا القبيل، ولكن ألا يكفي انجاز عمل بدون مقابل، ناهيك بأن مثل هذا التصرف الذي قمت به لن يقبله زملائك الاخرين من المستقلين، فضلا أن طبيعة المشروع تختلف من مشروع إلى آخر.
أقدر النتائج التي حصدتيها في النهاية، ولكن ليس الكل يناسبه ما قمت به، أضيع وقتي على مشاريع لا توفر لي دخل مادي، فهذا أمر غير منطقي البتّه. استطيع أن أصقل مهاراتي والاستثمار بها وفي نفس الوقت أحصل على أجري، فأنا أعرف قيمتي وجهدي ووقتي وأثق بمهاراتي.
أنا لا أُمانع أن أعمل كثيرًا، ولا أُمانع أن أتعب، لكن أن يتحول المشروع إلى حالة حب من طرف واحد؟! لا يا عزيزي، لست هنا لأُحبك.. عليكَ أن تقدر عملي الزائد.
تعريف العميل المستغل هو الذي لا يقول ما يريده بوضوح، ثم يُفاجئك بأنه يريد شيئًا مختلفًا كليًا في النهاية، ثم يُخبرك أن (هذا طبيعي، كلنا نُغيّر رأينا).
لذلك الاتفاق على بنود واضحة من البداية مع موافقة الطرفين عليها هو الحل الأسلم قبل بداية المشروع.
تجربتك تعكس ما أشار إليه تقرير Freelancers Union بأن أكثر من 60% من العاملين المستقلين أفادوا بتعرضهم لنوع من الاستغلال، سواء عبر توسيع نطاق العمل دون تعويض scope creep أو فرض جداول مرهقة دون اتفاق مسبق.
اضافة الى ذلك يتعرض العديد من المستقلين لعمليات احتيال، مثل عدم الدفع أو تغيير شروط العمل بشكل غير عادل خصوصا اذا كان العمل خارج منصة معتمدة وموثوقة ، مما يبرز الحاجة الماسة لوضع سياسات حماية وتنظيمات قانونية لحماية حقوقهم في هذا المجال.
صحيح ، لكن منصات مثل مستقل وخمسات تلعب دوراً أساسياً فى حماية حقوق المستقلين، خاصة فى البيئات التى تفتقر للتنظيمات القانونية الواضحة فى هذا المجال. هذه المنصات تضمن للطرفين صاحب المشروع والمستقل مستوى من الشفافية والأمان من خلال نظام وسيط الضمان، حيث لا يُحول المبلغ إلا بعد إنجاز العمل حسب الاتفاق. في ظل التوسع الكبير في سوق العمل الحر، نحتاج فعلًا إلى توعية أكبر بأهمية العمل عبر منصات موثوقة ، كما أن وجود منصات محلية أو عربية قوية مثل مستقل وخمسات يمثل رداً عملياً على التحديات التى يواجهها المستقل
حسناً أنا أمر بتلك المرحلة نفسها في تلك اللحظة لدي عميل من أحد مواقع العمل الحر يدفع مبلغ جيد نسبياً يتجاوز 250 دولار شهرياً ، وما وصفته هو بالضبط ما أمر به لذا سأتابع الردود لأعرف معك كيفية التعامل مع تلك المشكلة.
متشكر جداً
أنت تحكم بالقياس إلى قيمة المبلغ لكن بالقياس لحجم العمل المطلوب فهو أضعاف مضاعفة و أواجه محاولة إستغلال وعدم تقدير وصراعات داخلية في العمل من أشخاص آخرين .. وعدم فهم لقيمة العمل الذي أقوم به في معظم الأحيان .
هناك قاعدة جيدة أعمل بها ( الشروط تمنع الضغوط) مهما بدت الأمور واضحة وجيدة حاول أن تضع شروط لكل شئ الوقت والتنفيذ والخطوات والراتب ومواعيده والإجازات والتعديلات ووقت التواصل وطريقته وطريقة استلام الراتب وكل شئ، هذا قد يكلفك يوم لكن يريحك إلى آخر يوم في العمل
إذا تم تحديد هذه النقاط بشكل دقيق وواضح، فإنك تبني أساسا قويا للعلاقة المهنية أو العمل الجماعي. الأمر الذي يمنع حدوث أي صراعات أو ضغوط غير متوقعة. قد يبدو تخصيص الوقت لهذه الشروط في البداية بمثابة جهد إضافي، لكن هذا الجهد يعود عليك لاحقا بالكثير من الراحة والوضوح، مما يسمح بإنجاز العمل بسلاسة ويضمن حقوق كل الأطراف.
التعليقات