في حالات كثيرة تمر علينا بأن نفقد شغفنا تجاه الوظيفة التي نعمل بها، تصل بنا أحيانا إلى التفكير في تركها وفقدان أي شعور بأن لها قيمة ما، ولكن يقول أوسكار وايلد "أفضل طريقة لتعجب بعملك هي تخيل نفسك بدونه." فربما بهذه الطريقة سنعجب بعملنا أو سنرى فائدة منه سواء عائدة علينا أو على ما نقدمه. لأننا سنبحث ونرى مثلا احتياجنا للعائد المادي أو احتياجنا النفسي للعمل لأن بعض الأشخاص لا يتخيلون حياتهم بدون عمل حتى لو كان مريضا يحاول أن يعمل لأن العمل نفسه يشعره بالراحة ولكن في النهاية الأمر متوقف حسب نظرتك وتحليلك، والآن كيف تعجب بعملك عندما تفقد شغفك تجاهه؟
يقول أوسكار وايلد "أفضل طريقة لتعجب بعملك هي تخيل نفسك بدونه." ترى كيف سيكون حالك لو تخيلت نفسك بدون وظيفة؟
كيف تعجب بعملك عندما تفقد شغفك تجاهه؟
لم يحدث معي من قبل أن فقدت شغفي في الأعمال التي أختار أن أؤديها لأنني دائما أحاول اختيار المهام التي نابعة من رحم الرسالة المجتمعية، فأنا مثلا أعمل حاليا كمدير تنفيذي لشركة تخدم في مجال توظيف الأشخاص من ذوي الإعاقة وتدريبهم الوظائف المستقبلية؛ فكلما قابلتني لحظة يأس تذكرت أنني لا أقوم بفعل هذا من أجل المال أو حتى مجرد التقدير من المجتمع وإنما هي رسالة وأمانة وضعها الله فوق عاتقي حتى أساعد في تغيير حياة مجموعة من الأشخاص إلى الأفضل.
وإنما هي رسالة وأمانة وضعها الله فوق عاتقي حتى أساعد في تغيير حياة مجموعة من الأشخاص إلى الأفضل.
وفقك الله في مسعاك، إذن أنت وضعت هدف أكبر من وراء العمل وهو المساعدة في المجتمع نفسه ففعلا لو كنت في مكانك وتخيلت نفسي بدون هذا العمل سأشعر أن هنالك شيئا ما يحركني لأن أعود لهذا العمل بل وسأحارب لكي استمر بالعمل فيه لأقدم يد المساعدة بشكل أكبر.
هي حقا وسيلة عملية لاستعادة الشغف تجاه وظائفنا، بشكل شخصي العمل يمثل لي الحرية والاستقلالية بدرجة كبيرة وليس بشكل كامل، ولكن في كل الأحوال هذه الدرجة من الحرية لا يمكنني تصور حياتي بدونها، فبدون عملي لن تكون لدي القدرة على اختيار الطريقة التي أعيش بها وما أريد تحقيقه في الحياة، ولن أكون قادرة على أن أصبح النموذج الذي أريد أن أكون عليه، وبعيدا عن الجانب المادي الذي يساعدني في كل ذلك، فالعمل يساعد على التطور الشخصي والنضج بدرجة كبيرة، فمثلا الفرق بين عقلية المنتج وعقلية المستهلك فقط كبيرة جدا، الآن أنا أحقق ما أريد بعد تعب وجهد كبير وذلك جعلني أكثر صرامة في ترتيب الأولويات، وأكثر مسؤولية والتزاما في حياتي بشكل عام والصراحة لقد كنت على عكس ذلك تماما قبل العمل.
جعلني أكثر صرامة في ترتيب الأولويات، وأكثر مسؤولية والتزاما في حياتي بشكل عام والصراحة لقد كنت على عكس ذلك تماما قبل العمل.
جميل هو رؤيتك ونظرتك للعمل بهذه الصورة، أنه محرك بشكل ما وله تأثيرات إيجابية سواء على شخصيتك أو في الحياة المجتمعية، أعتقد لو نظرنا للعمل من هذه النظرة بأنه يؤثر وينمي في شخصيتنا سنتعامل معه ليس كوظيفة فقط بل كشيء نفعله من أجل أنفسنا وتطويرها في أكثر من اتجاه.
يقول أوسكار وايلد "أفضل طريقة لتعجب بعملك هي تخيل نفسك بدونه."
هي دعوة للتفكير والمقارنة بين وضعيتك وأنت تعمل، والوضعية المعاكسة، وعندها ستقف على فوائد وضغوطات وإيجابيات وسلبيات كلا الوضعيتين، لتصل إلى ما يتحتم عليك فعله هل سيعود إليك الشغف بعملك الحلي أو ستغيره وتعمل في مجال آخر يستهويك، أما أن تبقى عاطلا فهذا هو الذي لا يطاق بجميع المقاييس.
لتصل إلى ما يتحتم عليك فعله هل سيعود إليك الشغف بعملك الحلي أو ستغيره وتعمل في مجال آخر يستهويك
هذا جانب إيجابي أخر من تخيل أنفسنا بدون الوظيفة، فربما يظهر لنا سلبيات كثيرة لم نكن على دراية بها، مما يجعلنا نبحث ونفكر في فرص عمل أفضل أو مكان جديد للعمل فيه، هل حدث هذا معكِ من قبل؟
بالفعل، عندما نعطي أنفسنا الوقت الكافي للتفكير فيما يزعجنا، نستكشف أمور كثيرة كانت غائبة عنا، ويتضح لنا أننا نبالغ في الأحساس بفقداننا الشغف، أو يحدث العكس ونعي جيدا أنه يجب تغيير المسار ككل.
يحدث معي أحيانا، أن لا أرى أي ميزة في وظيفتي وأحزن، ولكن بعد تفكير عميق أتراجع عن هذه الأفكار وأتوصل إلى أنني لا أصلح إلا لهذه المهنة، وأجدني شغوفة بها.
بطريقة أو بآخرى جميعنا مررنا بهذا الموقف بشكل كامل أو جزئي، فقدنا العمل ثم بدأنا نفكر بأنه كان من الممكن إصلاح الأمر، أو على الأقل كان من الأجدر تحمل الوضع ريثما نجد البديل لتجنب تبعات الفترات الانتقالية العطيلة.
أكبر اختبار عملي كان في وقت جائحة كورونا، حيث تزعزعت أركان الأمان المادي والنفسي الذي يحققه العمل، وجلسنا مع ذواتنا جلسة مصارحة غير محددة الأجل، تبين لنا من خلالها أن العمل بمثابة رئة ثالثة نتنفس بها هواء كل شيء..
والآن كيف تعجب بعملك عندما تفقد شغفك تجاهه؟
لا أريد الابتعاد عن السؤال المثبت في التدوين..
كيف تعجب بعملك عندما تفقد شغفك تجاهه؟!
انظر في ال"cv" الذي حققته من هنا وهناك
واتخيل بأنني اقدمه لابي المتوفي
وأولادي في المستقبل
وامام اكبر الشركات ...
فأجده ناقصاً وغير مرتب
رُفِضت فيه أكثر مما قُبِلت..
يحتاج الكثير من الأسطر والكثير من الخبرة..
وانظر في العمر فأرى بأنني قد سوفت كثيراً ولابد من أن أركض الآن حتى وإن كانت المحطة الحالية رديئة بصفاتها وأشخاصها لابد منها لغاية يعلمها الله وحده، وفي ماهو آت محطات أكثر رحابة..
سمعت مرة بأن العمل نفق والبطالة حفرة..
أي أن العمل قد يضيق بك ولكن آخر النفق نور شديد
أما البطالة فهي حفرة قد لايخرج منها إلا ذو الحظ الشديد.
تبين لنا من خلالها أن العمل بمثابة رئة ثالثة نتنفس بها هواء كل شيء..
لا يمكنكِ تصور الحالة التي مررت بها في هذه الفترة فالحمد لله لم أفقد وظيفتي في تلك الفترة ولكن تم تقليل عدد ساعات العمل وتقسيمها فيما بيننا كفريق عمل لا نقوم بتسريح أي موظف، ولكن شعرت حينها أن هنالك شيء ما ناقصا في يومي فأنا أريد أن أعمل وأنتج لا أن أجلس ولا أفعل شيئا حتى أنني في هذه الفترة تأثرت جدا قراءاتي وكل شيء كنت أفعله.
انظر في ال"cv" الذي حققته من هنا وهناك واتخيل بأنني اقدمه لابي المتوفي وأولادي في المستقبل
قد يساعدنا كثير أن نعمل ونطرو في أنفسنا لجعل من حولنا يشعرون بالفخر بنا، ففي النهاية هذا ما سوف نتركه لهم أكبر من المال وهي السيرة الجيدة سواء في العمل أو في الحياة بشكل عام.
أظن أن التخيل لن يجدى نفعاً، فقط عِش يوماً بدون مال وبدون طعام وستحمد الله على الوظيفة وسيعود إليك شغفك بالكامل.
يمكن للعديد من الناس العيش شهرا بدون مال ولكن بدون طعام هذا شيئا غريبا، لأن بعض الناس لا ينظرون للمال على أنه الشيء الأساسي من الوظيفة. وبالعودة للمناقشة كيف تستعيد شغفك تجاه عملك في حال أنك فقدته؟
عِش يوماً
من ذكر شهراً، فقط يوماً بدون مال تشتري به شيئاً ولا تحمل فى جيبك مال، ولا تأكل.
وبالعودة للمناقشة كيف تستعيد شغفك تجاه عملك في حال أنك فقدته؟
شيئاً فقدته لما أستعيد شغفى له؟ فقدت صديقاً لم أجد الشغف معه وإنتهت علاقتى به لما أحاول إثارة الشغف بينى وبينه وهوا أصبح غير صديقاً لى؟ إنتهى الأمر سأبحث عن شغفى أنا إذاً.
بعض الناس لا ينظرون للمال على أنه الشيء الأساسي من الوظيفة.
هؤلاء هم من يمتلكونه بالأساس، ونتيجة لذلك فاحتياجهم للعمل هو احتياج نفسي نابع من تحقيق الهدف والمعنى من الحياة وإيجاد قيمة أو دور معين يساهمون به ويشعرون به بقيمة أنفسهم وأهمية وجودهم.
هذا يحدث، وألاحظه مؤخرًا بكثرة خاصة في نساء دول الخليج اللاتي يحرصن الآن بكثرة على المشاركة في سوق العمل والمشاريع، وهذا بالتأكيد ليس من منطلق حاجتهن للمال.
التعليقات