أعلم أن الجميع يبحث عن أفضل الطرق وأحدث التقنيات لمحاربة الملل! هنيئًا لمَن وجد سبيلًا لذلك، لكن لمن لم يجد بعد -وأعتقد أنهم كُثُر- أود أن نناقش الملل اليوم من زاوية أخرى، لماذا لا نحاول مصاحبة الملل؟ وكيف يمكن التعايش معه بدلًا من محاولاتنا البائسة للتخلص منه؟ لأننا في النهاية لن نستطع التخلص منه نهائيًا كما يزعم البعض!

الملل يا أصدقاء هو حالة إنتاجية لا يجب أن نقطعها، يعني كيف نتوقع حالة ذاك الناجح صاحب الإنتاجية المرتفعة، والذي يعمل يوميًا لمدة ست ساعات مثلًا، بالتأكيد يساوره الملل حتى لو كان يعمل ما يحب، لكنه لو لم يعتد هذا الملل ويصبر عليه، لما وصل لتلك الإنتاجية، ولما وصل إلى مرحلة العمل العميق التي يعمل فيها الدماغ بأقصى تركيزه، بدون الاستجابة للمشتتات العابرة بحجة التخلص من الملل والروتين.

ولمن يعتقد أن شعور الملل يحد من الإبداع، يقول المؤلف نيل جايمان عندما سُئل عن كيفية الوصول إلى أفكار للكتابة: "يمكنك الحصول على كثير من الأفكار من الشعور بالملل"!