هل يجب أن نطلع أصحاب العمل على نظام عملنا اليومي حتى لا نعمل طوال الوقت؟

سأجيبك عن هذا الأمر من وجهة نظر شخصية وتجربة عملية لا أعرف صوابها وصحتها بشكل عام ولكن أدرِك بأنها ساعدتني فعلاً على الراحة في هذه المسألة، ما أقوم به أنا ينقسم على صعيدين، الأول أنني أقوم بتحديد يوم عمل لي بشكل شخصي لا يعرفه أحد غيري، وأثناء هذا الوقت أقوم بالرد على التساؤلات والإيميلات المختلفة، ولا أجيب خارجه، مع الوقت العميل يبدأ في اعتياد ذلك وتفهّم الأمر، سيدرك أن الرسائل المتأخرة والمبكّرة في يوم عملي لن يُجاب عليها في أوقات محددة، هذا يجعله يتفطّن إلى مساحة يوم عملي اليومية ومراعاتها بشكل تلقائي، هذا ما لاحظته أدعلى كثير من العملاء. وثانياً بالنسبة للمشاريع، لا أقوم بقبول أي عمل إلا وأنا مدرك ١٠٠% في أي وقت سأنتهي منه كحد أقصى وأراسل العميل بأن يوم الاستلام بحد أقصى سيكون في هذا التاريخ، هذا يجنّبني أن أشرح أيضاً للعميل طريقة عملي ويتيح لي العمل على أكثر من مشروع في وقت واحد، بالعموم أنا عادةً لا أحبّذ إخبار التفاصيل اليومية لمجريات عملي من توقيت وغيرع لإنني أشعر بأن هذا الأمر متغيّر كثيراً ولا أريد أن أخطره عند كل تعديل في جدولي بالأمر.

هل المحترف الآن هو من يتواجد طوال الوقت، ويعمل طوال الوقت أم أننا من الممكن أن نشرح جدولنا وأوقاتنا

مبدأيا، المستقلين من حقهم الراحة أيضا، هذا المفهوم يجب أن يصل لأصحاب المشاريع، فنحن ليس مفروض علينا أن نعمل على مدار اليوم وفي كل الفترات ويمكننا أيضا أخذ الاجازات، لذا من الأفضل عند الإتفاق مع العميل أن تضع المدة الزمنية التي تتضمن لك أخذ فترات الراحة الكافية مع انجاز المطلوب بما يناسب حجم العمل، أي استفسار من العميل على التوقيت، أوضح له عدد ساعات العمل التي أخصصها والمشاريع الاخرى التي اعمل عليها، لذا هذا هو الوقت المناسب لي ولحجم العمل للانجاز، فكرة التواصل نفسها، فأنا أحدد ساعة معينة خلال اليوم لتفقد الرسائل التي أرسلت لي وأجيب في خلال تلك المدة، وإذا جاء رد العميل متأخرا جدا وفي وقت غير مناسب، فطبيعي أنني أجيب في اليوم التالي عندما اعود للعمل، وصراحة لم أواجه مشكلة بهذا الخصوص، من عملت معهم كانوا متفهمين لتلك النقاط، وطالما هي واضحة من البداية لا تحدث أي خلافات أو مشاكل.

الحل الأول فيه مرونة مفرطة ستعود بكوارث علينا في حال تطبيقه أما الثاني ففيه تشديد صارم ربما لن يرضي صاحب العمل ولذلك أعتقد أننا نستطيع أن نصل إلى حل ثالث يتوسط الحلين السابقين وهو أن نخبر صاحب العمل بنظامنا مع إعطائه بعض المرونة من خلال إعطائه رقم الواتساب أو حساب التلغرام ليبعث رسالة في حال الضرورة القصوى فيعلمنا بضرورة فتح الإيميل

أولاً فهمك للتحديات والمشكلات التي تواجهك مهم جداً، ويبدو أنك اكتشفت حلول لهذه المشكلة ولكن الصعوبة تكمن في تنفيذها، وأعتقد أن الحل الثاني يبدو منطقيًا ومعقولًا، وتوضيح جدول وقت وظروفك لصاحب العمل مهم جداً فإن كان مقتنع بمهارك فلن يغامر ويختار أحد غيرك فلا تقلق على رزقك والمهم هو راحتك النفسية أثناء العمل حتى تنجز وتبدع، فلابد من تعريفه بأوقات تواجدك للعمل والتي يمكن التواصل فيها وتلقي المهام، ولا يجب أن تكون التواجد طوال الوقت شرطًا للكفاءة أو الاحترافية، بالتأكيد يجب أن تكون متاحًا في الأوقات التي تحددها للعمل، ولكن أيضًا يجب أن تحترم حقك في الراحة والاستراحة خارج ساعات العمل المحددة.

باختصار، لا يجب أن يكون التحديد الصارم للوقت مشكلة، ويجب أن تتذكر أهمية التوازن بين العمل والحياة الشخصية.

لكي تقرر الطريقة الصحيحة الأحسن من المهم جدا أن تعرف شعور عملاءك في ذلك الوقت.

كعملاء نحن جميعا كائنات أنانية نريد تحقيق أغراضنا في الوقت الذي نريد دون محاسبة، حتى لو تأخرنا لا يهم ولا نحاسب أنفسنا، لكن نحب أن حساب الأخر ونشعر بالإمتعاض من إي تأخر ، خصوصا إذا كنا عمال جيدين في وظائفنا، سنتوقع أن يتم التعامل معنا والرد علينا على وجه السرعة كما نفعل نحن مع رؤسائنا المهمين.

لكن لسبب ما ينقلب هذا الشعور عندما نجد عاملا يحترم جدولة وساعات فراغه ولا يهتم لأي أحد مهما كان سوى نفسه، خلال تلك الساعات التي يختارها لراحته وعائلته، وسنشعر أيضا بأهمية ذلك الشخص إنطلاقا من تقديره لذاته أولا ...للذلك أقول لك، ضع ساعاتك الخاصة اليت ترتاح فيها ولا تأبه لأحد مهما كان ذلك، وإن كنت مضطرا للرد، فرد عليه أنك في ساعات راحتك خارج العمل وسوف يحترم .

لطالما حاولت إجابة هذا السؤال المهم الذي كنت أرى أنه شديد الأهمية ثم وجد أن أغلب أو كل المستقلين تقريباً يعانون نفس المشكلة في مرحلة ما فصعوبة تحديد ساعات العمل يمكن جعلنا نقع في بساطة في هذا الفخ لذا أرى أنه من المهم للغاية

. التواصل مع أصحاب العمل:

• شرح نظام العمل:توضيح ساعات العمل المتاحة لديك.
• التأكيد على الالتزام بالمواعيد المُحددة.
• طلب احترام وقتك الشخصي.
• تحديد توقعات واضحة:الاتفاق على كيفية التواصل خارج ساعات العمل.
• تحديد نوعية الرسائل التي تتطلب ردًا فوريًا.
• التفاوض على ساعات العمل:مناقشة إمكانية تعديل ساعات العمل لتناسب احتياجات أصحاب العمل.
• تعلم قول "لا":رفض طلبات العمل خارج ساعات العمل.
• تحديد الأولويات وتركيز الجهود على المهام الأكثر أهمية.

لذا أظن أنه من المهم والضروري والبديهي أيضاً معرفة أن إدارة الوقت في العمل الحر تتطلب مهارات تواصل قوية وتحديد حدود واضحة. من خلال التواصل مع أصحاب العمل، واستخدام أدوات إدارة الوقت، ووضع حدود واضحة، والالتزام بالجدول الزمني، يمكنك تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.

وهنا أتسائل هل وصلنا لمرحلة يكون فيها تحديد وقتنا وعملنا مشكلة؟

هو مشكلة بالفعل، وسأخبرك لماذا، لأن الوقت شيء لا يمكنك التحكم به بدقة، فقد تتاح لك الفرصة للعمل على المشروع والاجابة على استفسارات العميل في وقت فراغ حصلت عليه دون سابق تنسيق، أو قد يستجد عمل أو أمر في روتين يومك العادي فتخرج عن سياق تنظيمك وبرمجتك للوقت فتتخلف عن موعد تواصل وضعته مع العميل مثلا، لذلك فانا أحب المرونة في تحديد أوقات العمل، هذا لا يعني العشوائية بقدر ما يعني تخفيف ضغط المواعيد الإلزامية، والعمل وفق أولويات المهام اليومية.

هل المحترف الآن هو من يتواجد طوال الوقت، ويعمل طوال الوقت أم أننا من الممكن أن نشرح جدولنا وأوقاتنا، وبالتالي لن نستقبل الرسائل خارج وقت العمل في كل صغيرة وكبيرة ؟

أعتقد نعم وخاصة إذا كان العمل الحر هو كل ما لدينا من عمل. العملاء يحبون من يحيبهم على الفور؛ معظمهم لا يتفهمون أن المستقل مشاغل أخرى غير العمل الحر حتى وإن كان متفرغة له. لا أتفق مع عبارة يعمل طوال الوقت لانه ليس آلة فلابد أن يخصص له يوم إجازة لا يعمل به مثل يوم الجمعة مثلاً لقضاء وقت مع العائلة. أعتقد أن الرسائل من السهل الرد عليها حتى لو كنا خارج البيت أو في المواصلات واعتقد من واقع تجربتي أن معظم العملاء- وليس جميعهم بالطبع - يقدرون عدم الرد فوراً وفي كل وقت.

المرونة ببساطة هي الحل. علينا أن نتسم بقدر منها وهو ما يسمح لنا بعدم التزمت في أوقات اعمالنا. فقد نضطر أحيانا على إنجاز عمل ما (من الناحية الأخلاقية على الأقل)حتى وإن لم نكن مجبرين بالقانون على ذلك ولكن ليس أي مهمة سواء أكانت كبيرة أم صغيرة. ومن ناحية أخرى هناك أوقات علينا أن نخصص فيها جزءا لأنفسنا وذلك حرصا على صحتنا النفسية. ليس كل شيء العمل فلصحتنا حق علينا أيضا .