في الآونة الأخيرة، ومع ازدياد المهام التي أعمل عليها، أجد أنه لم يعد لدي الوقت الذي يسمح بتطوير مهاراتي، أو اكتسابي لمهارات جديدة، ولا لمتابعة التغيرات والاتجاهات في مجالي. أشعر أنني أصبحت متخلفا عن زملائي، وأن هذا سيؤثر سلبا على الفرص المتوقعة لي مستقبلا، فنعلم جميعا حجم المنافسة التي توجد بالسوق.
لذا أريد أن استفيد من تجاربكم بالأمر، وكيف تتغلبون على هذه المشكلة؟
القليل أفضل من اللاشيء.
أتفهم وجود الكثير من الأعمال التي تشغل على الأقل 12 ساعة من اليوم، وكم هي ضاغطة وتدعو للتوتر، ولا تتيح مجالًا للتركيز في أمور أخرى إلى جانبها. ولكن اليوم يحتوي على 24 ساعة. نحن محظوظون بهذا. توفير ساعة واحدة للتركيز على تطوير مهارة معينة سيحقق بالنهاية أثرًا ستشكر نفسك عليه. تخيل أنك على مدى 3 شهور، تكون قد خصصت 90 ساعة (مُرّكزة) لتطوير نفسك!
الآن لنعتبر من اللحظة أنّ اليوم به 23 ساعة وليس 24. هناك ساعة تطوير لا يمكن المساس بها بكل حال من الأحوال.
عن نفسي أضع تحديات جديدة كل شهر و ألتزم بها و كأنها جزء من عملي لأنني أدركت أنني إن لم أفعل ذلك سأبقى مشتتاً و لا أحقق ما أرغب به. مثلاً قبل سنوات من الآن كنت في سعي دائم لتطوير مهاراتي لكن دون تحقيق الفعالية والإنتاجية التي أرغب فيها كأن أبدأ في قراءة عدة كتب أو أن أنخرط في تكوينات مختلفة في نفس المدة فلا يسعني الوقت غالباً لإكمالها ما يفرض علي التخلي عن بعضها ليتسنى لي الوقت التركيز على أهمها. لكن شعورالإحباط الذي يلي هذا التخلي جعلني أبحث عن أسباب الخلل وأحاول تصحيحه. و فعلاً منذ أدركت حقيقة أنه علي أن أضع أهدافاً محددة زمنياً، أكثر عقلانية و قابلية للتحقيق و القياس، أو ما يعرف بالاهداف الذكية*، أصبحت أكثر إنتاجية و تركيزاً.
هناك العديد من التطبيقات التي يمكنها المساعدة على تنظيم وقتك وتخصيص وقت لتطوير مهاراتي. شخصياً أستعمل Notion
أضع فيها خطط التعلم التي أختارها و أحرص على الالتزام بها مع اختيارالموارد التي تناسب أسلوب التعلم الذي أفضله و الوقت المتاح لي.
SMART objectives : (Specific – Measurable – Achievable – Relevant - Time-bound)*
أحييك على حرصك وجدِّيتك في تحسين نفسك وتطوير مهاراتك، وعلى استخدامك لمبدأ الأهداف الذكية في تحديد خطط التعلم التي تناسبك. فهذا المبدأ يساعدك على تحديد أهداف واقعية ومحددة وقابلة للقياس والتقييم، ويزيد من فرصة تحقيقها والاستفادة منها.
ولكن هل تحدد أهدافك الشهرية بنفسك أم تستعين بأحد المرشدين أو المستشارين؟ وإذا كان بنفسك، فما هي المعايير التي تستخدمها لاختيار الخطط التعليمية التي تناسبك؟
شكراً لك أخي أحمد .. صدقاً هذا الأمر لم يكن بالهين في البداية .. لطالما حاولت جاهداً أن أظل متحمسًا لتحقيق ما أطمح إليه خاصةً في ظل عصرنا الحالي يسهل علينا التخلي عن فكرة تطوير الذات و التعلم المستمر عندما نُغْرَق في متابعة ما تُقَدَّمه لنا وسائط التكنولوجيا إذ تُعَدُّ كلها ملهيات تستنزف وقتنا، فما وجدت مخرجاً أفضل من وضع مهام و تحديات بصفة شهرية أحرص على تحقيقها و أكافئ نفسي كلما إلتزمت بها و أنجزتها .. في الحقيقة لا أستعين بمرشدين أو مستشارين بل أكتفي باختيار التكوينات التي تخدم توجهي و المسار الأكاديمي و المهني الذي إخترته أو الهواية التي أرغب في تحسين مهاراتي فيها .. أنا أستعمل الانترنت في البحث عن تكوينات جديدة يمكنني متابعتها و أقوم بتنظيم وقتي حسب الحجم الساعي المخصص لكل منها.
لقد عملت كثيرا على وضع مهام ومكافأة نفسي عليها، ولكني كنت لا استمر، ألا تظنها غريبة أن تكافأ نفسك؟ حيث لا يوجد مانع بالأساس من الحصول على المكافأة حتى بدون إنجاز المهمة.
أنا أيضا من الأفراد الذين يواجهون ضغوطات عالية في العمل ولذلك فمن المستحيل وليس الصعب فقط أن أتفرّغ أوقات كاملة من أجل متابعة ورش عمل ودورات تدريبية مكثفة لتطوير نفسي. ولكن إليكم ما أفعله من أجل تحقيق هذا الهدف بطريقة أكثر تحرّرًا: أشاهد مقاطع الفيديو لهذا الدورات وورش العمل خلال أوقات فراغي، فما عليي سوى أن أضع مقطع الفيديو وأتابعه بدون أي داعي للتفرّغ الكامل لا بل أثناء تناولي للطعام أو حتّى القيام بمهمّة ما.
اكتفي ولو بقدر بسيط في اليوم من الإطلاع ومحاولة تطوير مهاراتك فنصف ساعة كل يوم قد تكون كافية، فكما قال الرسول في حديثه الشريف "أحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ أدْومُها و إن قَلَّ"، فالمداومة على القليل حتى في أمور الدنيا ستجد من وراءها الخير الكثير، وهذه النصيحة أتاحت لي تعلم أشياء كثيرة كنت أجدها صعبة للغاية فتعلمت على سبيل المثال مونتاج الفيديوهات واستخدام CAT Tools وغيرها من الأمور التي ساعدتني في حياتي المهنية، وأتمنى لك التوفيق أخي.
أوافقك الرأي في أن المداومة على القليل من الإطلاع والتعلم كل يوم هي أفضل من الإفراط في الإطلاع والتعلم في يوم واحد. فالمداومة تساعدنا على تثبيت المعلومات والمهارات في ذاكرتنا، وتزيد من ثقتنا وحبنا للتعلم. كما أن المداومة تجنبنا الإرهاق والملل والإحباط، التي قد تصيبنا إذا حاولنا تعلم كل شيء في وقت قصير.
لا ما عنيته هو الإطلاع ومشاهدة المحتوى التعليمي بالتحديد، أما التطبيق فكنت ألجأ إلى ربطه بمشروع أريد القيام به فعلى سبيل المثال لأطبق ما تعلمته من المونتاج صنعت فيديو لليوتيوب عن فترة إصابتي بال Long Covid، وفيما يتعلق بال CAT Tools بدأت في ترجمة كتاب باستخدامها، وهكذا.
موضوع مهم جدا، وخاصة هذه الأيام، لأنك إن لم تتطور في ظل الطفرات التي تحدث كل ساعة، سوف يصبح أدآءك غير مطلوب ويتحول إلى الطراز القديم.
حاول أن تبحث عن أحد برامج تنظيم الوقت التي تذكرك بأهدافك وما عليك القيام به، فمثلا إن كنت تريد متابعة دورة ما قسمها إلى ساعات ودقائق واضبط المنبه لكي تتذكر موعدها، وذكر نفسك أنك إن انتظرت الوقت المناسب لن يأتي أبدا، فتحرك الآن.
، وكيف تتغلبون على هذه المشكلة؟
اعتقد أن الحل يبدأ من تغيير الاعتقاد نفسه وهي عدم وجود وقت كاف، فتغيير القناعة في حد ذاتها سوف تغير الكثير من الامور الاخرى، مثل ايجاد المكان والتوقيت والوسائل والتسهيلات.
اذا لاحظنا جيدا ان بالبحث عن وقت اطول نحن نغزز فكرة الفشل واتعدام الوقت وبالتالي نجعل عقلنا أعمى تماما عن رؤية كل الامور الايجابية والحلول والادوات التي يمكن ان تساعدنا في التغلب على هذه المعضلة.
ما طريقتك لتطبيق ذلك، فكلنا يقول أنه يجب علينا عدم اختلاق الاعزار ولكن على أرض الواقع الأمر صعب تحقيقه.
ما طريقتك لتطبيق ذلك، فكلنا يقول أنه يجب علينا عدم اختلاق الاعزار ولكن على أرض الواقع الأمر صعب تحقيقه.
صحيح ...التطبيق صعب على عكس الكلام.
يُنصح بتطبيق بعض الاستراتيجيات المساعدة والتي استعمل بعضها بشكل شخصي منها:
فهمت تمامًا ما تشعر به. الاستمرار في تطوير المهارات ومواكبة التغيرات في مجالك أمر مهم لتحقيق النجاح المستدام. هنا بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التغلب على هذه المشكلة:
1. تحديد أولوياتك: قم بتحليل وتقييم المهام التي تعمل عليها حاليًا وحدد الأولويات الأكثر أهمية. ركز على المهام التي تساهم في تحقيق أهدافك المهنية وتطوير مسارك المهني.
2. إدارة الوقت: حاول تحسين إدارة وقتك بشكل فعال. قم بتحديد أوقات محددة للعمل على تطوير مهاراتك والبقاء على اطلاع بالتغيرات في مجالك. يمكنك تخصيص فترات زمنية قصيرة في اليوم أو حتى في الأسبوع لهذا الغرض.
3. استغلال الموارد المتاحة: ابحث عن موارد تعليمية متاحة لك مثل الكتب، والمقالات، والدورات التدريبية عبر الإنترنت، والمؤتمرات، والندوات. استفد من هذه الموارد لتعلم مهارات جديدة ومتابعة التطورات في مجالك.
4. التعلم المستمر: اعتبر عملية التعلم جزءًا لا يتجزأ من مسارك المهني. حافظ على رغبتك في التعلم وتطوير نفسك بصفة دائمة. قد تكون هناك فرص للتعلم في بيئة العمل، مثل التدريبات الداخلية أو البرامج التنموية التي يوفرها صاحب العمل.
5. التعاون مع الآخرين: استفد من فرص التعاون مع زملائك في العمل أو في مجالك المهني. قد يكون لديهم معرفة أو خبرات قيمة يمكنك الاستفادة منها. كما يمكنك أيضًا تبادل الموارد والمعلومات المفيدة مع الآخرين.
6. الاستمتاع بالتعلم: حافظ على شغفك واستمتع بعملية التعلم. اختر مواضيع ومهارات تثير اهتمامك وتحفزك لتتمكن من الاستمرار في التعلم بشكل منتظم.
لا تنسى أنه من المهم أن تكون صبورًا مع نفسك وأن تدرك أن تطوير المهارات يحتاج إلى وقت وجهد. تحافظ على التزامك واستمر في السعي نحو تحقيق أهدافك المهنية وتطوير ذاتك، وستجد أنك تتحسن مع مرور الوقت.
التعليقات