حين أستقل الحافلة أو المترو يلفت انتباهي شخص يعاني من سمنةٍ أو مشكلة الدهون الزائدة في منطقة البطن مثلًا. بالطبع لا أقصد الإساءة لفئة معينة من الناس، ولكني أشفق عليه وأتساءل: هل من المعقول أن هذا الشخص العائد من عمله -غالبًا- والذي تبدو عليه علامات الإرهاق قد منعه عمله ومسؤولياته طيلة حياته من الاهتمام بصحته الجسدية؟ أرى أنه لم يقم بوزن المعادلة جيدًا.

الأشخاص العاديون في معظم الأحيان يرون الاهتمام بالصحة الجسدية كما لو كانت أمرًا لا يجب الاهتمام به إلا عند المرض. في حين أن الأشخاص الذين يشهد لهم العالم بالنجاح المادي والمهني يرون الأمر من زاوية مغايرة. قلما يتحدث هؤلاء فيما يخص هذا الجانب ولكنهم حين يشيرون إليه يؤكدون أنّ الاهتمام بصحتهم الجسدية بكافة صورها لا يجب أن يكون محورًا منافسًا لباقي المحاور الحياتية، وإنما هو أساسها وبل داعمها الأول.

ها هي واحدة من أشهر الممثلاث ورائدات الأعمال الناحجات في وقت ذاته تقول:

"أجعل ممارسة الرياضة أولوية، حتى عندما أكون مشغولة. إنها أفضل طريقة بالنسبة لي لبدء يومي والحفاظ على تركيزي وإنتاجي طوال اليوم."

وأنا من موقعي هذا أؤكد أيضًا أن الصحة الجسدية أساس كل شي في الحياة؛ فنحن حينما نمرض نبقى طريحي الفراش ويتعطل سير حياتنا، فلماذا ننتظر حدوث ذلك في الوقت الذي تكون الوقاية خيارًا جيدًا؟!

وعليه فإن الاهتمام بهذا الجانب يُعد استثمارًا رائعًا في حياة كلٍ منا، وعلينا التأكد أن كل المال الذي يتم صرفه على صحتنا الجسدية يرد إلينا أضعافًا مضاعفة في صورة زيادة إنتاجية أو تركيز أكبر في العمل.

لكن للأسف يزيد الأمر سوءًا حين يكون الشخص عاملًا من منزله؛ فتقل حركته ويكون أكثر عُرضة لإهمال نظامه الغذائي وتدمير ساعته البيولوجية، فيضطر إلى بذل مجهود مضاعف لضبط نفسه.

فيا أيها المستقلون كيف تعيرون صحكتم الجسدية اهتمامًا؟ وبِمَ تنصحون شخصًا يرغب في إضافة هذا الجانب إلى حياته من الآن؟