بدايتي مع العمل الحُر كانت غير متوقَّعة، في البداية كنت أعمل على خمسات منذ عمر 15 سنة، تذّمرتُ من قلِّة توظيفاتي (حرق: كنت أعرف نسخ ملفات pdf إلى وورد فقط :p )

بعدها ب6 سنوات، أعادني شخص إلى هذا المجال، كان هناك عميل رأى تدويناتي في مدوّنتي الخاصة، وقال لي: اسمع حمزة، تعال إلى مُستقل، سأوظِفك من هناك ونتعامل.

بدأت بعدها بالعمل على مستقل، لهذا لا أعدُّه مشروعي الأوّل، العميل رقم صفر كان صُدفة، سأتحدّث عن مشروعي الأوّل الذي قدّمت عليه عرض في مُستقل، وطريقة قبوله.

مطلوب بحثين,الآول عبارة عن ٤ صفحات، الثاني ٨ او ١٠ صفحات

هذا كان مشروعي الأوّل، قدّمتُ عليه، هذا كان عرضي:

مرحبًا، قرأت التفاصيل وأنا مهتم بهذا المشروع، انا طالب في كلية الطب وقد كتبت عدد من البحوث الرسمية اثناء مسيرتي الدراسية.
سأكتب بحثًا منهجيًا أصيلًا بعد قراءة عدد من البحوث الحديثة في هذا الجانب، واضيف ما ذكرت من التنسيقات بشكل كامل.

حسنًا، لا أتبَّجح عادة بكلِّية الطب، لكنّ الأبحاث الموجودة كانت تخصّ علم الأحياء، فرأيتُ أن شيئا من التبجّح لا يضر :D

قبلني العميل، ربما تشجَّع بعد تقييم ايجابي من العميل رقم صفر، المهم لقد سلمته المشروع، قيّمني 5 نجوم، وكتب في التقييم:

احترافي، بطل ، قياسي ، محترم ، بروفشنال

إلى الآن وقع هذه الكلمة يرنُّ في اذني، بعد سنتين و21 يومًا، احترافي، بطل، قياسي، محترم، بروفشنل!

ربحتُ من هذا العميل 45$ لذيذة :D

طبعا هناك قصّة ثانية

حين أراجع رسائلي مع العميل، أجد ما جعله يقبلني أمور أخرى أكثر من الطبّ، والتقييم الايجابي السابق، وعرضي المعقول.

قبلني لأنّه كان عجولًا، ولأنِّي اصطدتُ عرضه في وقت كان يبحث فيه عمّن يُنجز له المشروع بأقصى سرعة ممكنة، وكان هذا الوقت متوفّرًا لديِّ حينئذ.

وثالثة

عاد نفس العميل بعد أيّام، يُريد مشروعًا ثانيًا، يبدو أنّها ورقة بحثية جديدة لصديق آخر، لكن هذه المرّة مع مُلاحظات من ناقد، كان المُشرف عليهم حاذقًا يُريد تعديلات صعبة، تتضمّن أن تعدِّل عملية جمع العينات، وتعيد صياغة الاستبيانات، وشيء من العمل المعقّد.

أشكرُ نفسي إذ لم أطمع! اعتذرتُ عن المشروع، عرفتُ ما فيه من التعقيد، ورغم أنّه كان يُريدها منِّي، أخبرته أنّي لستُ ضليعًا بهذه التعديلات، جرّني الفضول لمعرفة تقييمه على من أنجز له المشروع بعدها بفترة، رأيته قيَّمها بنجوم قِلال! رحم الله من عرف قدر نفسه!