بعدما نتعامل مع العميل في المعاملة الأولى ونكسب رضاه عن العمل، كيف يمكننا أن نصل به للولاء لنا والاستمرارية في التعامل؟
هل رضا العميل يضمن لنا ولاءه؟
أعتقد نعم. فما الذي يجعل العميل الذي هي سعيد وفخور بنتائج العمل معك يحيد عن اختيارك في كل مرة؟!! الحقيقة لا أجد سبب منطقي إلا أن يكون قد صادف أحدهم بنفس القدر من الكفاءة و بسعر أرخص. في تلك الحالة - بالطبع- سيولي لك العميل ظهره ويٌقبل على المستقل الآخر الأرخص سعراً. لأنه في الأول و الأخير بيئة العمل الحر هي بيئة عمل لا توفر الارتباط الوثيق بين العملاء و المستقلين؛ فتبادل المنافع و المصالح أشد ما يميزها وهو بالطبع غير بيئة العمل الفيزيقية التي نتواجد فيها جميعاً ووتربى عاطفة قوية ليس مع صاحب العمل مثلاً أو المدراء ولكن حتى مع الغرفات و المكاتب. أذكر مرة حينما كنت أعمل في شركة بعد تخرجي مباشرة أن بعض المحاسبين كاد يبكي وهو يغادر حجرته ومكتبه الأثير عليه إلى غرفة أخرى جديدة لم يعهدها ولم يرتبط بها عاطفياً!
ولكن من حق أصحاب المشاريع أن يجربوا التعامل مع أكثر من مستقل، فبعضهم يرى أنه حتى لو تساوت الكفاءة والسعر فالبصمة الشخصية للمستقل تختلف.
هذا مصمم احترافي وخمس نجمات وزميله بالمثل، لكن لن تتطابق النتائج، وهذا التنوع في مصلحة العميل المدقق الذي تهمه التفاصيل.
لكن هناك نوع من العملاء ما إن يصل لمستقل يفهم طبيعة عمله وينفذه بإتقان فإنه يتوقف عن البحث عن آخرين حتى لو بجودة عالية وسعر أقل.
هذا ما يقوله الجميع، خبراء التسويق والمبيعات وبرأيي وعن تجربة هذا الأمر غير واقعي وغير صحيح، يُقال لكِ عادةً أنّهُ في حال قدّمتي له سعر ممتاز فإنّهُ من المرجح أن يكون مخلصاً للعلامة التجارية أو إذا كان راضياً عن جودة المنتجات أو الخدمات التي يتلقاها، أو في حال إذا كانت لديه تجربة إيجابية مع خدمة العملاء.
كل هذا برأيي غير صحيح ولا يضمن أي ولاء، حتى سمعة العلامة التجارية أيضاً لا تضمن أي ولاء، لإنّ الأمر أصعب وأعقد من هذه الأمور، ينسى الباعة ومدراء التسويق أنّ للعميل حياة خاصة وظروف خاصة واحتياجات خاصة، ما أن يلبّيها يبتعد، وأنّ له أحياناً أراء وأذواق ورؤية ومزاج، الكثير جداً من العوامل.
أنت تضبطين القادرة فعلاً على ضبطه وقياسه فعلاً، لكن هُناك أمور لا يمكنك ذلك بالمرة، هُناك أمور متعلقة بالحظ، يضحك منها الخبراء ولا يؤمنون بها، لكن التجربة الواقعية برهان على ذلك، فكّري بعلاقتك أنت كعميل مع الشركات، هل تحكمها فقط الجودة الرائعة التي تتلقينها للشراء منهم مرة أخرى؟ لا أعتقد ذلك.
ولكن ضياء، هناك أناس كثيرون بالفعل يحافظون على ولائهم للعلامات التجارية حتى مع تغير الظروف والمنتجات، كمثال: حاملو هواتف سامسونغ القديمة ذات الأزرار، عندما ينتقلون الآن إلى عالم الهواتف الذكية يحرصون على اقتناء هواتف سامسونغ أيضاً، رغم أن الفئة المتوسطة من هذه الهواتف ليست أفضل خيار مطروح، وهناك بدائل أفضل منها، ولكن الارتباط بالعلامة التجارية يكون هو الدافع الوحيد للشراء وهذا لمسته بعشرات الحالات أمامي.
ولكن الارتباط بالعلامة التجارية يكون هو الدافع الوحيد للشراء وهذا لمسته بعشرات الحالات أمامي.
صحيح العديد من العلامات التجارية مازالت محافظة على عملائها رغم توفر البدائل الكثيرة، لكن من وجهة نظرك متى يكون العميل على استعداد لتغيير العلامة التجارية التي ارتبط بها لفترة طويلة؟ ما هي العوامل والدوافع التي تساعده في ذلك؟
يكون العميل على استعداد لتغيير العلامة التجارية عندما يحدث عكس ما حدث معه وربطه بالعلامة التجارية من البداية، فعلى سبيل المثال إذا كان ما ربطه بأحد الهواتف هو جودة الخامات وكفاءة المنتج، فإنه عند تغير تلك العوامل يبدأ العميل في التضجر والبحث عن بديل..
أيضاً إذا كان المنتج عبارة عن سيارة اعتمادية وقطع غيارها متوافرة بأسعار مناسبة، وتطور الأمر ولم تصبح موفرة ولا قطع غيارها متوافرة حوله أو غلا ثمنها بشكل كبير فسيضطر لتغييرها بالطبع.
أنّ للعميل حياة خاصة وظروف خاصة واحتياجات خاصة
يعني للاحتفاظ بالعميل علينا الدراسة المستمر لحالته ونبقى متتبعين لظروف العملاء خاصة تلك العامة والتي تكون منتشرة بين الأكثرية.
من خلال تعليقك فهمت أن ضمان ولاء العملاء لا يمكن أن نصل له، لكن العديد من العلامات التجارية مثل آبل تقريبا يمكننا القول أنها نجحت في كسب ولاء عملائها لفترة طويلة من الزمن، فما السر في ذلك؟
اعتقد ان من اهم خدمات ما بعد البيع هو التواصل الدائم والفعال مع العملاء عن طريق ارسال المباركات في الاعياد والمناسبات وايضا التواصل لتعريف وعرض منتج جديد او خدمات جديدة وايضا الاجابة الفورية على الضيف والرد على كل استفساراته.
اعتقد ان من اهم خدمات ما بعد البيع هو التواصل الدائم والفعال مع العملاء عن طريق ارسال المباركات في الاعياد والمناسبات وايضا التواصل لتعريف وعرض منتج جديد او خدمات جديدة وايضا الاجابة الفورية على الضيف والرد على كل استفساراته.
ربما كل ما ذكرته يعمل على تقوية الصلة بين العميل والعلامة التجارية، لكن هذا لا يعني أنه سيضمن تعامله معنا، العديد من العوامل تركز على تعامله معنا مثل الحاجة، جودة الخدمة، المنافسة وغيرها من الأمور.
هذا صحيح اخت مريم هذا حقيقي لاشيئ مضمون 100% وكما تفضلتي بعنصر جودة الخدمة واساسه هو التواصل الفعال والمستمر مع العملاء كما ذكرت في المشاركة الاولى. وايضا عنصر الحاجة وفعلا العميل بحاجة ان يشعر انه مميز لدى الشركة التي يتعامل معها وهذا ايضا يصب فيما قلته عن التواصل الفعال. اما عنصر المنافسة فهذا العنصر جيد للسوق ويغذي مبدأ المبادرة و التطوير لدى جميع الشركات المتنافسة التي تقدم نفس المنتج. وقد اضيف ايضا عنصر تقوية السمعة والعاطفة مع العملاء عن طريق المشاركة المجتمعية والتي سوف تعلي من مكانة الشركة لدى العملاء.
وقد اضيف ايضا عنصر تقوية السمعة والعاطفة مع العملاء عن طريق المشاركة المجتمعية والتي سوف تعلي من مكانة الشركة لدى العملاء.
صحيح بناء المجتمع يلعب دور كبير في عملية تقوية الصلة وربط العاطفة مع العميل والعلامة التجارية، هذه الطريقة في التسويق أعتبرها من أنجح الطرق التي ستكون لها رواج كبير في السنوات القادمة، الآن هي فعالة وناجحة وسيكون لها دور كبير في السنوات القادمة.
رضا العميل نعم هو يزيد من احتمالية الولاء ويختلف من مشروع الى آخر مثل قوة المنافسة ونوع المنتج والخدمة وهل المنتج قابل لتكرار الشراء أو لا , وطبيعة النفس البشرية ميّالة إلى الراحة وعدم المخاطرة والأنانية الطبيعية ,لذلك إذا كان هناك من يلبي احتياجه فالاحتمال الأكبر أنه لن يضطر أو يخاطر للبحث عن بديل جديد إلا إذا كان هناك الأفضل, وهناك مقياس لرضا العميل وأيضا في العلوم الإدارية ما يسمى ادارة توقعات العميل بحيث نعمل على تلبية ما هو أعلى من توقع العميل نتعمد تصميم العروض يجعل العميل يتوقع مستوى معين للخدمة لكن يفاجأ أن الخدمة أعلى من المتوقع مع احتساب عملية المخاطرة
القاعدة
المتوقع= الواقع= شعور عادي (كفيت ووفيت قد أعود إليك أو لا حسب مصلحتي)
المتوقع< الواقع = العميل سعيد (احتمالية الولاء يرتفع)
المتوقع> الواقع = خيبة أمل (خسارة العميل)
المتوقع< الواقع = العميل سعيد (احتمالية الولاء يرتفع)
يعني معادلة الولاء تكون عندما يرتفع ما تم تقديمه للعميل عنما ينتظره هو، لكن لو لم تكن هناك منافسة هل تعتقد أن هذه المعادلة مازالت صالحة، أو لو كان المنتج أمر يحتاج له العميل ولا يوجد منافس قوي في الساحة، هل مازالت المعادلة صحيحة؟
لا نتكلم هنا عن الاحتكار السوق فهذا خارج المعادلة , العميل يضطر للشراء رغما عنه, شاء أم أبى قد يكون غير انساني في بعض الأمور
المعادلة جزء من الأسباب وليست كل الأسباب, وهناك ايضا ما يدفع العميل للولاء مثل حسن المعاملة وتقديم تنازلات أو التعويضات في حال حدوث مشكلة واستمرار التواصل مع العميل وبناء علاقة جيدة وتقديم عروضات مخخصة له خصيصا لأن العميل الذي تكسب ولاءه سيجلب عملاء جدد حسب الدراسات في المتوسط 15 عميلا
يُقال إنّ رضا العميل غاية لا تُدرك، لكّنها في الواقع غاية لا تُترك.. ولكن هل فعلاً الرضا يعني الولاء؟
برأيي لا، فإذا قدّمنا للعميل ما يتوقّعه بالضبط فسيكون راضياً.. لكن بالتأيد لن يكون كافياً له إن كان المنافس يقدّم له أعلى من توقّعه..
إذاً التقديم فوق المتوقّع للعميل يعني الرضا والولاء صحيح؟ مع الأسف لا.. لأنه لا يوجد سقف لما يسمّى فوق المتوقّع!
لهذا تبقى الآن وغداً وكل يوم المنافسة شرسة على كسب العملاء وولائهم بين كبرى الشركات..
بالطبع يا مريم، يجب علينا أن نسعى جاهدين في الأول لتلبية احتياجات العملاء وتقديم خدمات عالية الجودة لهم، بعدها نسعى لمعرفة كيف نبني علاقات طويلة الأمد مع العملاء، وكيف نحافظ على هذه العلاقات.
من خلال تجربتي، يمكنني أنه يمكن أن يتحقق ذلك من خلال الاستماع إلى ملاحظات العملاء والتعامل معها بشكل جيد. كما يمكن أن نستخدم العروض الترويجية والخصومات والهدايا لتحفيز العملاء على البقاء معنا لفترة أطول.
التعليقات