هناك فنون سوداء للمفاوضات، ومنها ما رأيته اليوم.

أعطاني العميل خدمة على منصّة أخرى بسعر أقل 50% من السعر الذي طلبته على الخدمة.

أنا الذي أسيرُ في مستقل وأجرُّ ذيلَ ثوبي فخرًا وكبرياءً، يأتي إليَّ العميل بهذه الجرأة؟ كظمتُ غيظي، وقرّرت فهم الموضوع أكثر.

ولمَّا دخلتُ على رابط الخدمة، وجدتُ فعلًا أن المجنون السريلانكي يقدِّم الخدمة بهذا السعر، ورغم أنَّ النماذج التي رأيتها له لم تكن مثالية تمامًا، وأستطيع تأشير بعض عيوبها، لكنّه مقبول جدًا للعين العادية، وقد لا يلاحظها العميل العادي.

لماذا هذا الفرق؟ هل أنا امبريالي جشع سعر خدماتي مبالغ بها؟

لا أتصوَّر. فيَّ خصلة غرور نعم، لكن جشع لا! ببساطة، سعر العيش في سريلانكا منخفض كثيرًا عن العراق بنسبة 118%

إيجار شقة بسيطة في سريلانكا تعادل 166$ وعندي 500$ حسب احصائيات الموقع المذكور بالمصدر.

وعندما يُفهم السبب، يبطل العجب!

شرحتُ له الموقف بهدوء، وأصرِّيتُ على سعر خدمتي من دون أي تخفيض، وختمتُ:

أتفهَّم أنَّك تبحث عن سعر مناسب، لكنِّي بنفس الوقت حسبت السعر مقابل الجهد الي أبذله، وما كان مناسب إلي.

إذا نصحتك نصيحة يومًا، وقد كرّرتها في مقالي هذا عن التفاوض (2) أن لا تقلِّل سعرك الذي تستحقِّه! سيوجد دائما من يعرض أرخص منك، فهل ستخفِّض في كلّ مرة؟