قدَّمت 122 عرضًا على مستقل.

وُظِّفتُ 32 مرَّة.

أُستُبعدِتُ 27 مرّة.

والباقي؟ 55 مشروعًا أغلقه صاحبه ولم يعيِّن عليه أي مستقل.

نحن نتحدَّث عن 43% من نسبة العروض التي قدِّمتها، أغلقها أصحابها ولم يرون فائدة باختيار أي أحد.

نسبة من ذلك هو لعدم جدِّية العميل، والنسبة الأكبر برأيي هي لعدم قدرتنا كمستقلِّين على إقناعه بتعيينا.

بل أسوأ من ذلك: لم نُقنعه أنَّ المشروع مُجدٍ بالفعل، لم نقنعه أنّه سيرتاح، وسيحصل على ناتج يرفع من جودة عمله.

تخيَّل أنّك تذهب إلى دلّال بيوت، ويدلُّك على عِدَّة بيوت لتشتريها، تزور كل بيت لتطلِّع عليه، ستجد نفسك تميلُ إلى البيوت المؤثّثَة أكثر، ويصبح من السهل أن تتخيَّل حياتك فيها، على عكس البيوت الخالية.

العميل ربما لا يختلف كثيرًا عن هذا التفكير، نحن نفشل في إقناعه أنَّ البيت مؤثّث، وأنّه سيرتاح، سيصعب عليه تخيِّل السبب الذي يجعله يمضي ويصرف الأموال في هذه الفكرة التي خطرت على باله.

عندما نُركِّز على تفاصيل المشروع الدقيقة فقط، سأنفِّذ كذا، بسعر كذا وبكذا يوم، فنحن نقدِّم بيتًا فارغًا للعميل، يجب أن نضيف إلى ذلك الأثاث: كيف ستستفيد من المُضي قدمًا في تنفيذ المشروع؟!