كنتُ أعمل في خمسات عندما كان عندي 15 سنة، بداياتي مع العمل الحر، كنتُ مبتهجًا بالمشاريع التي أتمّها بأكمل صورة، الحياة وردية وهادئة حتّى أتى عميل غليظ الشارب ثقيل الظلِّ وانتقد العمل الذي كان في بداياته، شعرتُ أنَّ الحياة صعبة وقاسية، وأنِّي دخلتُ إلى عالم الكبار مبكرًا!

واحدة من أصعب التحدّيات التي تواجه المستقلّ الجديد هو تحدِّي تقبُّل أوَّل فيدباك سلبي.

يكون من الصعب في البدايات أن تفصل شعور تقدير ذاتك، عن قيمتك في سوق العمل.

لهؤلاء الذين لم يضطروا سابقًا للعمل في السوق، وتعوَّدوا على أخذ المصاريف من أهاليهم، الأمر صعب جدًا، وهو يمثِّل أكبر العوائق النفسية التي تجعل الكثير من المستقلِّين يتخلّون عن العمل الحر. بعد ذلك الفيدباك السيِّء لصبيّ الخامسة عشر، توقَّفتُ عن العمل الحر لثلاث سنوات، ولم أعد له إلّا من نصائح وضمانات أحد الأحبِّة الذين تفضّلوا علي بفرص لم أكن أحلم بها.

هذه الانتقادات يُمكن أن تبثّ بعض المشاعر السلبية في نفس المستقل الجديد، مشاعر من الاحباط، قلّة الكفاءة وحتّى الاحتراق الوظيفي كونها مصدر قلق مستمر.

لن يكون من المنطقي أن نخصّ نصائحنا للعميل ونسأله أن يترفَّق بالمستقل الجديد! فهذا عمل والجودة هي ما يبحث عنها العملاء. لكن من المهم أن يتذكّر العميل الجديد أن يفصل بين قيمته في العمل وقيمته الفعلية المحفوظة كإنسان.

ثانيًا أن يتقبَّل أن عملية النقد هي ضرورية للتطوّر ونقل العمل لمرحلة مختلفة، لا أحد منِّا يُتقن كل مهارة من اليوم الأوَّل، وإنّ سوق العمل يقدِّر كثيرًا الخبرات المتراكمة، وهل تظن أن هناك شخص ما في هذا العالم قد راكم الخبرة من دون أن يُنتَقَد؟

وأخيرًا يتعلَّم المستقل أن يضع الحدود مع العميل، نعم هناك احتمالية كبيرة أن يكون النقد بسبب سوء جودة العمل، لكن أحيانًا يُمكن أن يكون بابًا للوصول إلى منافع أكثر غير موجودة في العرض من مستقل جديد عديم الخبرة، لهذا الوضوح في فهم المشروع، وفهم ما هو غير مطلوب، يمكن أن يقي من الكثير من هذه المشاعر السلبية.

وأنتم؟ هل واجهتهم صعوبات في بدايات العمل الحر؟