هل سبق لك كمستقل أن أنجزت عملك وشعرت بأنك أنجزته وفق المطلوب وافترضت بأنّ العميل أو صاحب العمل الذي تتعامل معه يشاركك نفس الرأي ولكن المفاجأة هنا أنّ العكس هو ما حدث.

هذا ما يطلق عليه في علم النفس الاجتماعي بتأثير الإجماع الخاطئ وهي أننا نميل إلى المبالغة في افتراضنا بأنّ الأخريين يشبهوننا في وجهات نظرنا، معتقداتنا، قيمنا، سلوكنا أو حتى تفضيلاتنا.

علماء النفس يعزون حدوث هذا التأثير إلى عدة أسباب، من ضمنها:

  • أننا نعتقد بأنّنا نرى افكارنا، وجهات نظرنا أو معتقداتنا شائعة نسبيًا وتناسب الجميع. فمثلا عندما ننظر إلى أننا متشابهين مع العائلة والأصدقاء في بعض الأمور، تجدنا نرى انّ الجميع يشبهنا!
  •  عندما نرى بأننا متشابهين مع الاخرين، قد يُشكل دافعًا لتوليد مشاعر احترام الذات والرضى عن أنفسنا!
  •  عندما نركز بشكل عام على ما نفكر به وما نفعله يراودنا شعور بأنّ الآخرين يفكرون ويفعلون نفس الشيء الذي نفكر فيه، وكأننا محور اهتمام!

قد يرى البعض أنّ تأثير الإجماع الخاطئ بالغير مهم أو المقلق، فما الضرر إن راودنا مثل هذا الاعتقاد او التفكير؟!

حسنًا.. لوهلة قد يكون الأمر بالعاديِ والغير مهم! لكن إن تعمقت قليلا كمستقل وكشخص منخرط في العمل الحر كمبرمج، مصمم، مسوق، ككاتب أو مترجم وافترضت بأنّ العملاء الذين تتعامل معهم لم يروقهم واجهة الموقع، تصميمه، التسويق له، كتابة المحتوى الذي اعددته أو حتى المحتوى الذي تم ترجمته ، هل ستتفوه وتقول بأنّ الامر لا ضرر به! هل ستضع نفسك بمنأى عن مثل هذه التعليقات كونك ترى بأن ما فعلته هو الصحيح؟!

في الواقع أنا من الأشخاص التي وقعت في فخ تأثير الإجماع الخاطئ، لهذا قررت التخلص منه من خلال انفتاحي على وجهات النظر المضادة لوجهة نظري تجاه العمل أسعى جاهدًة إلى التشكيك في افتراضاتي وأتواصل مع زملائي في العمل لأسألهم عن رأيهم حول مسألة متعلقة بالعمل، علاوة على ذلك؛ أتخذ قراراتي على أساس التجارب والخبرات.

وأنت كمستقل ، هل وقعت في فخ الإجماع الخاطئ ؟ وكيف تتجنبه؟