كيف نستفاد كمستقلين من أصحاب العمل ذي الخبرة؟

أعتقد وأننا في مسيرتنا في العمل الحر يجب أن نقوم دائما بتوسيع دائرة شبكتنا الاجتماعية والمهنية، فبتعاملنا مثلا مع مختلف العملاء عبر مختلف منصات العمل الحر، فنحن نقوم بتوسيع تلك الشبكة، فقد يقدمون لنا فرصا جديدة أو يقدّمونا إلى أشخاص جدد، يمكن أن يفيدونا في مسارنا المهني، والتقييمات على المشاريع التي نقوم بها، من قبل العملاء هي طريقة أخرى للتعريف بنا لعملاء آخرين.

لا بأس بالاستفادة منهم، فصاحب العمل ذو الخبرة قد يكون متخصصا في مجال معين وبالتالي يمكنه تقديم نصائح قيمة لتحسين مهاراتنا في ذات المجال. يمكن أن يشمل ذلك تعليم تقنيات جديدة أو مشاركة أفكار حول كيفية تحسين جودة العمل.

صراحة الإستعانة بشخص لديه خبرة في مجال العمل الحر كان خطوة حاسمة ومفيدة جدا لي. ففي بدايتي في هذا المجال واجهت العديد من المشاكل و الصعوبات ولكن كان لي صديق لديه خبرة في العمل الحر فكنت أذهب إليه و أستشيره في كل مرة أواجه فيها صعوبة، وقد ساعدتني خبرته ونصائحه للتغلب على هذه المشاكل وتوجيهي بالشكل الصحيح للتقدم في مجال العمل.

محظوظ من يُوفق للعمل في مشروع مع شخص صاحب خبرة في مجاله لأنه بالتأكيد سينقله أشواط من التحسن. ولكن في هذه الحالة لا يجب أن ينتظر المستقل حتى يأتيه صاحب العمل ويقول له استفد من خبرتي. على المستقل أن يذهب هو ويطرح الأسئلة ويحاور ويناقش ويفترض حتى يخرج بأكبر قدر من المعلومات من هذه التجربة.

بالنسبة لتجربتي، سبق لي التعامل مع أحد العملاء المتمرسين للغاية وبالفعل كنت أطبق ما تقوله وإلى الآن أتذكرها في بعض الملاحظات التي وجهتها لي، وأجمل ما في الموضوع أن هذه العميلة كانت تعطيني الأمل بأن تصبح خبرتي في المجال ثقيلة مثلها يومًا ما، فهي كانت تتولى الإشراف على مجموعة من كُتّاب المحتوى، ولا تشارك في الكتابة. فقط تشرف وتوجه التقييمات، وأعتقد أنها كانت يومًا في مكاني تتلقى التعليمات وتنفذ ما يوجه إليها من مهمات.

كانت إحدى عملائي المستمرين، وبالفعل هي خبيرة تعرف ما تريد ولماذا تريده وكيف تضع الخطة وسياسة التحرير المناسبة لنصل إليه، تعاوننا على العديد من المشاريع وكان دعمها وملاحظاتها الدقيقة حاضرًا في كل مرة، ولا أنكر أبدًا فضلها بعد الله -عز وجل- في تطور أدائي واكتسابي الخبرة، فضلًا عن تحفيزها الدائم وتقديرها للجهد. العميل الخبير هو من أفضل أنواع العملاء الذين يمكن التعاون معهم، يكون التعاون مريحًا وسلسًا ومنطقيًا ومفيدًا بالتأكيد.