نصحتني إحداهن في بداية العمل الحر بأن أقدّم للعميل أكثر مما يتوقع، لم أفهم وقتها ما الذي تقصده بالضبط.

مرّت الأيام وتعاملتُ مع عددٍ من العملاء، واكتشفتُ أنّ العميل يفرح كثيرًا بالتواصل الجيد، والمعاملة الطيبة، ويكون ممتنًا لحرصك على مصلحة العمل وخاصة حين تقدم له أشياء لم يطلبها لأنه لا يُدرك قيمتها.

تواصل معي عميل قبل فترة على إثر أحد الثريدات التي نشرتها على تويتر، وقال لي لفتني هذا الثريد وأريد رأيك في نشرتي البريدية. 

كانت الدنيا لا تسع فرحتي، طبعًا فتحتُ ملف النشر وبدأت بالتعديل عليها، وإضافة بعض النقاط.

مرت أيام قلائل. وحين كنت أكتب مقالا لعميل آخر كنت بحاجة إلى بعض الدراسات لأضمنها في المقال، ووجدت دراسات تتعلق بالتسويق عبر البريد الإلكتروني والنشرات البريدية فأرسلتها له كلها.

كان سعيدًا بالمبادرة وانتهى اليوم على خير.

لم أكتفِ بذلك فقط، كسرتُ تردده وأرسلت رسالة مفادها، إن كنت ترغب بإطلاق نشرة بريدية لمتجرك سيكون أول عدد هدية مني.

فكان رده بأنه يتعلم التسويق عبر البريد الإلكتروني وحين يُنهي الدورة يحسم قراره، وتفاجأت برسالته في اليوم الثاني وهو يهديني الدورة المدفوعة مجانًا.

بغضّ النظر عن كوني مهتمة بالدورة أم لا، إلا أنّ تصرّفه أسعدني أيما سعادة.

قد يقول قائل، وهل سأظل أقدم هدايا وأعمال مجانية؟

الجواب يا صديقي هو أنّ كسب العلاقات والعملاء الجيدين أولى من كسبِ بعض الدولارات.

وهذا عميلٌ آخر عرضتُ عليه كتابة قصة تسويقية لمتجره، وكان ردّه بأنه يقدّر جهدي وعرضي وأنه جاهز ليقدّم لي أي مساعدة في مجال التسويق لأنه خبير فيه، وأنه سيتعاون معي مستقبلا في كتابة السيناريو التسويقي والإعلانات لصالح الشركة التي يعمل مسوّقًا فيها.

اخيرًا أدركتُ معنى أن تقدّم للعميل فوق ما يتوقعه، وتبقى هذه تجارب شخصية قد لا تنجح مع الجميع.

شاركوني رأيكم وتجاربكم في التعامل مع العملاء؟ وفي رأيكم متى تكون العيّنات والمبادرات المجانية مضرّة للمستقل؟