كنت أقرأ للتو مقالًا مترجمًا عبر أكاديمية حسوب يفيد بأنّ قياس سعادة الموظفين يعد من اﻷخطاء الفادحة التي ترتكبها الشركات، وهذا قد يبدو للكثيرين مستغربًا ومفاجئًا حقًا، فلطالما أمنوا بالأثر الإيجابي الذي تتركه مثل هذه الاستطلاعات ليس على الموظفين فحسب بل أيضًا على الشركة نفسها التي تجري مثل هذه الاستبيانات والاستطلاعات.

وفقًا للمقال؛ السعادة أمر مختلف تمامًا عن الاندماج الوظيفي كون الأخير مفهوم واسع تمامًا، فالموظف السعيد ليس بالضرورة مندمجًا وظيفيًا، والاندماج الوظيفي لا يحدث إلا من خلال احترام الموظف، تقديره، السماح له بالتعبير عن رأيه، مساعدته في التطوير من نفسه، وتقديم تغذية راجعة له وغيرن من الأمور التي تساهم في اندماجه في شركته، إذًا ما فائدة قياس سعادة الموظف إن لم يكن مدمجًا وظيفيًا!

لو فكرنا قليلًا، هل جميع الموظفين يصارحون بحقيقة سعادتهم ورضاهم عن العمل؟ أم أنهم سيمتنعون عن قول الحقيقة خشية من ردود أفعال المدير؟ فمثلًا ثمة بحث يفيد بأنّ 74٪ من الموظفين يفضلون مشاركة ارائهم وملاحظاتهم في استبيانات مجهولة الاسم!

"ألكسندر كجيرولف" الشريك المؤسس لشركة Heartcount يرى بأنّ الاستطلاعات غالبًا ما تكون طويلة جدًا ويتم إجراؤها بشكل غير منتظم. علاوة على ذلك قد يشعر الموظف بأنّ مديره سيعاقبه في حال شاراك بآراء سلبية.

وفي حال سلّمنا كموظفين مثلًا بأهمية مثل تلك الأدوات؛ هل المدير سيتسمع لمثل تلك التجارب والآراء؟ هل سيقدرها؟ (بالطبع لا أعمم هنا)

قد يقول قائل، إذًا لماذا تجري الشركات مثل هذه الاستبيانات بعد ما تحدثتي به، الأمر ببساطة أنه نهج تلجأ إليه الشركات لأن الجميع لجأ إليه ولاستسهال الأمر، بالإضافة إلى أنّ مثل هذه الشركات تقنع نفسها والجميع بأنّها ترغب في تحسين ظروف الموظفين حتى لو لم تكن فعالة! وإلا لماذا نسمع بأنّ الآلاف الموظفين يلقون حتفهم سنويًا بسبب العمل وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، علاوة على الاستقالات الصامتة والتي تحدث في أماكن العمل.

وأنت، ما رأيك؟ ايضًا لو كنت مدير شركة، هل ستهتم بوضع استبيانات لقياس سعادة الموظف؟ وإن كان نعم كيف سيكون؟