العلامات التجارية الفارهة، والولاء لها.


التعليقات

مع انتشار وسائل التواصل اليوم، وتباهي كل واحد بما يمتلكه، ومع تغيير قيم المجتمع الذي أصبح فيه التقييم ليس بناء على الخير والشر أو على الأخلاق، بل أصبح بناء على قيمة الشخص المادية ومستواه الاجتماعي، يضطر كثيرون لشراء هذه المنتجات الفارهة باهظة الثمن حتى وإن لم يكونوا بحاجة إليها، ذلك فقط من أجل مظهرهم الاجتماعي أمام الناس.

لو أنك حامد على سبيل المثال تتبعت قضايا الغارمات في السجون، قد يبدوا لك من الوهلة الأولى أنهم حقا في حاجة إلى المال وأن ظروفهم المادية صعبة، هذا موجود بالفعل لكنه ليس سائدا

السائد اليوم أنك تجد الغارمة مسجونة لأنها لم تستطع سداد 50 ألف جنيه مصري، ليتها كانت تلبي احتياجات ومتطلبات أسرتها بهم من مأكل ومشرب وسكن وعلاج وهكذا، لكنها أنفقت كل هذا المبلغ من أجل شراء ثلاجتين بدل ثلاجة واحدة وشاشات تلفاز كبيرة وفارهة، وعدد ملابس يصل إلى 120 قطعة من نوع واحد، ثم بعد ذلك تلقى في السجن لعجزها عن السداد، أي عقل يقول هذا؟

لكن هو حب المظاهر

أعتقد أن معظم من يشترون تلك المنتجات الفارهة، إنما يقومون بذلك ليس لحاجتهم للإستفادة من إمكانيات المنتج، وإنما لحاجتهم للإستعراض بوجاهة المنتج!

حيث أجريت العديد من الدراسات الإجتماعية والنفسية والإقتصادية حول تلك العادة، وهي ما تعرف ب"الإستهلاك الإستعراضي"!

وما رأيك بمن يشترون هذه المنتجات وهم لا يحتاجونها؟

أتفهّم دوافعهم وانسحاقهم أمام منتجات العصر الاستهلاكيّ.

أتفهّم دوافعهم وانسحاقهم أمام منتجات العصر الاستهلاكيّ.
قد يكون هناك مَن ينخدعون في العصر الاستهلاكي ولكن هذه ليست قاعدة عامة يا عزيزي، على سبيل المثال أنا اعتقد بأنني لست من أولئك وبالفعل أعمل على وضع قائمة بأولويات احتياجاتي ولكن بالوقت ذاته أحرص على بعض الماركات بسبب كونها جيدة وتُلبي رغباتي، أي أنني أقوم بشراء ما أنا بحاجة إليه -وإن كان هذا الاحتياج سيأتي بقائمة العلامات الفارهة في بعض الأحيان-، ومن هذا المُنطلق من الأفضل أن نضع لنا أولويات الاحتياج.

هل تعلم أن هذه العلامات التجارية تتفنن في صُنعِ احتياجك لها؟

أنا لا أصادر على اختياراتك، فالمؤمن أمير نفسه، إنما أحاول مسائلة قناعاتك كما أفعل مع قناعاتي

هل تعتقد -عزيزي القارئ- أن مستخدمي الأيفون يرون مزية على مستخدمي بقية الأجهزة؟

ربما يرون ذلك، لكن كثير من المشترين لهذه المنتجات يشترونها لما يسمى بدافع الانتماء، أي أن مطلق البراند قد نجح في جعلهم جزءا من عائلته الكبيرة.

-1
عاشقوا التفاحة في كل مكان. العائلة كبيرة فعلًا.
الأمر ليس كذلك بشكل عام، إذا قرأت عن مميزات العلامة التجارية ستعرف أنها تستحق سعرها و ولاء العملاء، فمثلًا حجم الخصوصية لا يمكنك أن تجده في علامة أخرى مماثلة، بجانب الدرجة العالية من الآمان التي يتم توفيرها للمُستخدم.

بالطبع هناك ميزات لكل علامة تجاريّة، لكن هل حقا تستحق سعرها والولاء لها؟ ما المعيار لذلك؟

-1
هل اشتريت منتجًا فارهًا من قبل؟ 

لستُ من الأشخاص التي تشتري أشياء فارهة اطلاقًا، ولا تلفت انتباهي الماركات العالمية، فاشتري ما ينقصني وما احتاجه فقط، غير ذلك لا يهمني.

 وما رأيك بمن يشترون هذه المنتجات وهم لا يحتاجونها؟

ربما هم مصابون بهوس الشراء أو التسوق القهري، كما تجد بأنّ لديهم هوس أيضًا في شراء ماركات عالمية كونها تقدم منتجاتها بجودة عالية ومن هذا القبيل، مع أنني أشعر بأنه لا فرق بين ماركة وأخرى

وربما هم وقعوا تحت تأثير ديدرو بحيث يشتري الشخص أشياء في غنى عنها، وأيضًا شراء منتج ما سيقود إلى شراء منتج آخر، وبالتالي المزيد من النفقات.

انا لا اعتقد أن ايفون يحصل على مكانة بسبب كونه مزية أو بسبب القوة الدعائية، وإنما بسبب تقديمه للناس على أنه منتج للأثرياء، والجميع يود أن يظهر ثريًا، في الغالب يهتم الناس بالظهور أثرياء بغض النظر عن كونهم أثرياء بالفعل أم لا

هل اشتريت منتجًا فارهًا من قبل؟ وما رأيك بمن يشترون هذه المنتجات وهم لا يحتاجونها؟

لم اشتر منتجًا فارهًا من قبل، ولا أظن أنه يجب أن يسمى منتج ما بمنتج فاره، التسمية هكذا توحي بإنه لا فائدة له، ولكن على العكس هو هاتف جيد لمستخدميه

بالنسبة إلي لا أحد يشتري شئ لا يحتاجه، كل شخص يشتري الذي يحتاجه لكننا فقط نختلف في الاحتياجات، الظهور ثريًا هو احتياج ربما قد لا يعنيك أنت ولكنه يعني آخرين وهو جزء من احتياجهم

هذه شريحة ضئيلة من الناس تجري وراء أي علامة تجارية لامعة، ليس فقط لأنها مفيدة أو صحية حتى وإن لم تكن وكانت شركة خمور لتفاخروا بينهم وبين بعضهم بأنه يشرب من براند وصديقه لا زال يشرب عصير العنب المخمر التقليدي.

أرى أن هناك براندات تستحق، كمن يهتم بجودة الملابس أنها تكون قطنية مريحة وغيرهم يهتم بالنساء الحوامل وغيرها من الأفكار التي تستحق الدعم، وتسحتق الدعم من وقت لآخر ليس كل نقودي ذاهبة في نفس الإتجاه.

أرى أن قلة المال تضطرك لترتيب أولوياتك والتخطيط الصحيح بينما كثرته فأنت تشتري وتسعى وراء ما تريد دون فكرة أو تفكير، فهذه الشريحة كذلك لأنها تملك ما يزيل كل الحواجز والموانع.

الناس تجري خلف المظاهر، وخلف سيط الغنى.

أعرف أشخاص كثر، مستعدين لأن يشتروا من أثمن الأجهزة، والثياب، وهم متوسطي الحال!

فقط من أجل المبارزة أنهم يعيشون في مستوى مادي متألق!

ويقولون سيط غنى ولا سيط فقر.

وأعرف شخص لم يكن يملك المال، راتبه ضئيل جدا، وظل يفكر في اقتناء هاتف أيفون! واشتراه أول نزوله في السوق وبثمن مرتفع جدا، فقط لكي يستعرض للناس أن هاتفه أيفون!

عندما أقول لأحد أن هاتفي سامسنج.. يقولون لي لماذا لا تشترين أيفون!

وماذا سيقدم لي الأيفون!

أليس المهم هو جودة الهاتف لا نوعه!

وهكذا أشخاص يعيشون في طبقات مختلفة عن طبقته الأصلية فقط من أجل أن يشعروك أن وضعهم أفضل مما تظن.


المال والأعمال

كل ما يخص عالم المال والأعمال والإستثمـارات ، وطرق وأساليب الربح ، والتجارب المالية ، والعملات بأنواعها. تجده في هذا المجتمع.

66.5 ألف متابع