في سياق إدارة الأزمات فيما يخص العلامات التجارية الكبرى، جذبت انتباهي قضية مثيرة للجدل في أكثر من اتجاه، حيث تورّطت فيها العديد من العلامات التجارية ذات الثِقل التسويقي في أزمة تكاد تكون غير مسبوقة في تاريخها.

بدأت الأزمة باقتحام 140 ضابطًا من جانب المدعين العامين في فرانكفورت لثمانية مباني في ألمانيا ولوكسبورج في إطار مجموعة من التحقيقات الجادة والمزاعم التي قد تؤدي إلى غرامات وعقوبات قانونية غير مسبوقة.

وقد جاءت هذه الحركة في إطار تورّط العلامتين التجاريتين "هيونداي موتورز" و"كِيا كورب" بسبب بلاغات جادة تؤكّد قيام الشركتين بتعديل برامج داخلية وأجهزة في أكثر من 210 ألف سيّارة تم بيعها حتى عام 2020.

هذه الأجهزة كان لها دور في إيقاف خفض الانبعاثات الملوّثة النتجة عن احتراق الديزل التي تعتبر من أكبر الأخطار المحظورة في ألمانيا لتأثيرها السلبي الجاد على البيئة، فيما عرف باسم "فضيحة الديزل".

ما الذي قد تفعله هذه العلامات التجارية:

في إطار هذا التساؤل الذي طرحته على نفسي، خرج علينا المتحدث الرسمي باسم شركة "هيونداي موتورز" ليؤكّد على تعاون العلامة التجارية مع السلطات الألمانية في تحقيقاتها، ورفض الإدلاء بأي تصريحات أخرى، بينما التزم مندوبو شركة "كيا كورب" وBorgWarner وربرت بوش -أهم مورّدي قطع الغيار والبرامج- الصمت.

على الرغم من أنه من الواضح أن الشركة تؤكد تعاونها لامتصاص الغضب العارم حيال الأزمة، فإن المزيد من الإجراءات الترويجية يجب أن يضعوها في الحسبان، لأن هذه السقطة ربما تؤدي إلى تغيير خارطة صناعة السيارات ككل ودفن علامات تجارية تاريخية وفتح المجال أمام المنافسين لالتهامها.

في رأيكم، هل من الممكن أن تخرج هذه الشركات من "فضيحة الديزل" وإن كان بخسائر قليلة؟ شاركونا آراءكم وأي أمثلة أخرى لعلامات تجارية خرجت من عنق أزمات قانونية مماثلة.