استيقظت على هذه الصورة التي عمت منصات التواصل في مصر، ليتناقش الناس حول كيف للرجل أن يتخلى عن مسؤولياته أمام أطفاله؟ وكيف أن يختار حرمانهم من الأموال لفترة ما مقابل أن يجد فيها شئ مريح له نفسيًا!، عن نفسي أرى هذه الجمل تعني ايمان الناس العميق والحثيث بأن الأب ليس لدي أي شئ يقدمه أهم من الأموال التي ينفقها على أطفاله.
ماذا ستفعل إن كنت مكان الرجل؟ هل ستتخلى فعلًا عن العمل الذي يدر عليك دخلًا مقابل أن تتمتع براحة نفسية؟
قد يبدو الجواب سهلًا لو كنت شخصًا بمفرده لا يحمل مسؤولية أطفال ولا تتعلق برقبته أسرة ما!
لكن البعد الذي اضافه الرجل في هذه الحادثة هو جعل أطفاله يقدرون أن سلامته النفسية من دون مال هي في صالحهم، أي أنه ينسف المبدأ القديم الخاص بأنه على الآباء أن يدوروا في فلك تلبية احتياجات الأبناء دون أي مراعاة لآدميتهم أو كيف يحصلون أموالهم.
من ناحية أخرى، افتراض أن العمل في الانمكان الذي تتواجد فيه هو الحل الوحيد أمامك، يجعل بينك وبين محاولة إيجاد ما هو أفضل حاجز عقلي ستتجازوه طوعًا أو كرهًا. لأن هذه هي طبيعة الحياة، والاستمرار والديمومة في مكان واحد يناقض مبدأ دوام الحال من المحال.
التعليقات