السطور القليلة القادمة تجربة شخصية بالنسبة لي مع التعلم الذاتي لذا قد تجد بعض الأخطاء، لأنني لأول مرة أكتب تجربة شخصية، وأيضاً قد أحضرت لوحة مفاتيح جديدة لذا أريد أن أجربها بدايةً بهذه القصة.

قد تكون هذه السطور متضمنة للفلسفة التشاؤمية، لذا لا تضجر مني، لأنني لم أعد أحتمل كل هذه السخافة.

معاناتي في التعلم الذاتي هي تجربة في حياتي أعيشها كل يوم على مدار العام، دائماً يعتريني شعور وهو عدم السعادة، صدقي لا أدري لماذا، هل لأنني أصبحت منفصلاً عن العالم الخارجي وأصبحت سجيناً لغرفتي، أم أن هنالك مشاكل حياتية أخرى تسبب لي كل هذه المشاكل؟

بما أنني سجيناً في غرفتي هارباً من المجتمع البائس الذي يحيطني، قلت لنفسي لماذا لا تتعلمي شيئاً ينفعكِ، بعد تفكير طال لمهلة من الزمان، قررت بأن أتعلم Html & Css

وبعض اللغات البرمجية الأخرى، شرعت في البحث عن مصادر للتعلم الذاتي، ووجدت ما وجدت وبدأت أتعلم.

في تلك الفترة كانت شبكة الأنترنت ترفرف عالياً بسرعتها الفائقة غير المحدودة، إلى أن بدأ الكابوس وتوقفت الخدمة التي كنت قد اقتنيتها من شركة الاتصالات التي تدعى سوداني، وهنا بدأت المعاناة الحقيقة، ظللت أبحث عن مصدر للاتصال بالأنترنت، وبعد بحث طويل عن أفضل الخدمات والعروض وجدت خدمة تدعى زين داتا، يتكلم عنها الناس بأفضل الكلمات ويصفونها بأفضل الأوصاف، وشرعت و اشتريت الجهاز المعني، ولكنني شعرت بصدمة أصابتني فجعلتني حائر الأمرِ.

الصدمة كانت تتمثل في أن الشركة تعطِك حصة من الأنترنت وهذه التقنية تعرف بتقنية الاِستخدام العادل، لا أدري لماذا تعرف بهذا الاسم وهي في مضمونها لا تحوي على أي صورة من صور العدلِ، وإنما يأتي الظلم متجسداً فيها، كانت الحصة عبارة عن 300 ميجا، بعد أن تنتهي هذه الحصة ستدخل في هذه السياسة.

وتعمل التقنية على تقليص سرعة التحميل والتنزيل إلى حد كبير قد يصل متوسط معدل السرعة إلى 120 كيلو، أما كحدِ أدنى سأتركها لك لتفكر بها، وفي زاوية التعلم الذاتي للأشياء التي أريدها لابد من مشاهدة دروس تطبيقية وعملية، بالنسبة لي لا يمكن مشاهدة هذه الدروس بتلك السرعة البلهاء.

فكرت بأن لا أجلس حائراً هكذا، وكانت الأفكار تأتي من حيث لا أدري، بعد تحليلها أجدها لا تثمر ولا تسمن ولا تغني من جوع، ولا أدري ما يتوجب علي أن أفعله؟ لذا دائماً تجدني أرى موطني شراً مطلقاً يسعى لتدمير الجهود الانسانية المتصورة في أحلام الشعب على الأنترنت، لا أدري ولكن نحن نعيش في العصر الحجري بالنسبة لبقية العالم.

مزحة يمكنني أن أبيع وطني من أجل اتصال أنترنت قوي.