مؤخرا أصبحت أشعر أن التعامل مع الناس يرهقني بسرعة، حتى مع الأشخاص الذين أحبّهم. كأنّ طاقتي تختفي أثناء الحديث، وأحتاج للابتعاد قليلًا لأستعيد نفسي. وجدت نفسي أفكر في ما يسمّيه البعض الSocial Battery مثل الهاتف، كل لقاء، كل محادثة، يستهلك جزءًا من شحن الطاقة الداخلية. وفي بعض الأيام، حتى حديث بسيط مع صديق قديم يشعرني بالإرهاق. أحيانًا يكون السبب واضح الناس متعبون جدًا أو توقعاتهم عالية وأحيانًا يكون السبب داخلي مزاجي، تركيزي، أو ببساطة حاجتي للهدوء. لا اعلم اذا كان هذا طبيعيا ام انا فقط من اشعر بذلك .... أظن أن بعض الأيام صعبة اجتماعيًا، ولا يعني ذلك أنني أقل اهتمامًا بالناس… بل فقط بطاريتي تحتاج شحنًا. 😅
لماذا نتعب من التعامل مع الناس بسرعة أحيانًا؟
أشعر بك وأخذت وقتًا حتى أتفهم ذلك كنت ألوم نفسي خاصة أن هناك صديقات يسألوني عني دائمًا ولا أستطيع أن أتواصل بشكل جيد منهم من تفهم ومنهم من حاولت أن أشرح له ليتفهم مع الوقت لأن البعض يستغرب من هذا السلوك، كنت لا أوضح أو أتهرب ولكن صارحتهم بحالتي وشعوري في ذلك الوقت.
لكن بعض الناس لا يفهمون أن طاقتنا الاجتماعية لها حدود. أحيانًا يحاولون الضغط علينا للتواصل أو يظنون أننا نتجاهلهم، وهو شيء متعب فعلاً..... رغم اخبارهم بحقيقه الامر الا انهم لا يفهمون الوضع كيف تصرفتي معهم ؟
برأيي الموضوع ليس مجرد بطارية اجتماعية يا لينا😆 أحيانًا تشعري بالتعب لأنك تعطي أكثر مما تستطيعي أو تحاولي أن تبقي حاضرة ومهذبة طوال الوقت وهذا مرهق لأي شخص بعض العلاقات تستهلكك أكثر مما تضيف لك ومع مرور الوقت يظهر التعب بوضوح أعتقد الإرهاق إشارة إلى أن طريقة تواصلك أو حدودك بحاجة إلى ضبط وليس مجرد تعب عابر
دائمًا أشعر أن من يلزمنا أن نتخذ كل هذه الاحتياطات في التعامل معه غالبًا ليس صديقًا حقيقيًا، بل مجرد شخص العلاقة معه تتطلب الكثير من الجهد من جانبنا دون أن يمنحنا نفس القدر من الراحة أو الدعم، وهذا يجعل الإرهاق طبيعي جدًا، لأنه ليس مجرد تعب عابر، بل نتيجة محاولة المحافظة على حدود وتوازن مع أشخاص لا يستحقون كل هذه الطاقة.
اختلف معك قليلا يا مي فعلاً بعض العلاقات تتطلب طاقة أكبر من الأخرى، لكن هل تعتقدين أن ضبط الطريقة التي نتواصل بها وحدودنا كافي لتقليل هذا الإرهاق؟ بالنسبة لي، أحيانًا حتى مع الحدود الواضحة أشعر بالتعب، فأتساءل عن مدى تأثير الجانب النفسي الداخلي على شعورنا بالإرهاق.
أفهمك تمامًا، وشخصيًا أتعامل مع هذا الشعور بطريقة تجعل طاقتي تعود بسرعة: أبدأ يومي بلحظات هادئة لنفسي قبل أي تواصل، وأحرص على أخذ استراحات قصيرة بين المحادثات، أحيانًا أجلس مع فنجان أعشاب دافئ وأركز على التنفس أو ملاحظة ما حولي، وأحب أن أخصص وقتًا لتدوين أفكاري أو تنظيم مهامي حتى لا تثقل علي أي محادثة لاحقًا، وهذه الطرق الصغيرة تمنحني شعورًا بالتحكم في طاقتي وتجعل التواصل مع الآخرين أكثر سهولة ومتعة.
أعيش هذا الأمر منذ سنوات مع الأسف، وقد كان أصعب، والأن أرى تحسنا تدريجياً، للذلك ليس عليك أن تقلقي نفسك، تحتاجين أن تفهمي الوضع فقط، والتعب من التواصل علامة على أن طاقتك النفسية تحتاج إعادة شحن ، لأننا أحيانا نمرّ بفترات يصبح فيها الحديث حتى مع أقرب الناس مليئ بالضجيج الداخلي، ليس لأنهم مزعجون، بل لأن ذهنك منشغل بهموم وقلق داخلي ، أو مرهق من فرط التفكير ، أو مستهلك من أشياء أخرى لا تنتبهين لها.
من الطبيعي أن تشعري بأنك تخسرين طاقتك بسرعة، خصوصًا إذا كنت ممن يلاحظون التفاصيل أو يحاولون الظهور بمزاج جيد دائمًا، لذلك عليك أن تتعاملي مع هذا الشعور بلا ذنب، خذي مساحتك، اتركي المحادثة حين ترهقك، وارجعي عندما تشعرين أنك قادرة على الاستمرار، لكن بعد هذا عليك أن تعودي للجلوس مع نفسك بجدية، اسألي نفسك، مالذي يقلقك؟ ماهي المخاوف التي تجتاحك في هذه الفترة، اقرأي كل الاحباطات والخيبات وضغي كل المشاعر على الطاولة وتفصحيها وحاولي أن تتعاملي معها وتقبلها أو معالجتها ان استطعت، بعدها سيبدأ هذا الشعور بالتراجع، لم يختفي لكن على الأقل سنقص .
ال social battery هي ك اسمها بالظبط، بطارية يجب علينا الإهتمام بها وعدم اهمالها، ف اذا لم يجعل الشخص في روتينه الحديث الى اشخاص مختلفين كل يوم وانغلق على نفسه سيجد صعوبة في التعامل مع الناس بعد وقت ما، لذلك يجب ان يفكر الجميع في الخروج عن منطقة راحتهم والحديث لاكثر من شخص مختلف في اليوم للتعود على التحدث مع الناس وعدم فقدان الطاقة بسرعة
يا لينا… ما تصفينه ليس غريبًا أبدًا، بل هو شيء يمرّ به الكثير من الناس دون أن يجدوا الكلمات المناسبة لشرحه. هناك نوع من الأشخاص يسمّونهم مجازًا “مصّاصي الطاقة”… وجودهم لطيف أحيانًا، لكن بعد دقائق من الجلوس معهم نشعر وكأن شيئًا يسحب منّا الشحن الداخلي.
هؤلاء لا يحتاجون أن يكونوا أشرارًا أو سيئين، لكن لديهم صفات ترهق الروح:
فضول زائد، أسئلة محرجة بلا مراعاة، حديث طويل بلا حدود، عدم تقدير للوقت، إلحاح مزعج، رغبة دائمة في أخذ مساحة أكبر من الطاقة التي نملكها. وعندما نكون نحن أصلًا في حالة حساسة أو بطاريتنا منخفضة… يصبح تأثيرهم أكبر.
ولهذا من الطبيعي جدًا أن تشعري بحاجة إلى الابتعاد أو استرجاع نفسك.
حتى أجمل الناس في حياتنا يمكن أن يستهلكونا دون قصد.
المهم أن نتعلّم شيئًا واحدًا:
كيف نغلق طاقتنا قليلًا… كيف نضع حدودًا هادئة تمنع استنزافنا.
إغلاق الطاقة لا يعني إغلاق القلب، بل يعني أن نحمي أنفسنا حتى نعود للناس ونحن بشحن كامل، وبنسخة أفضل منّا ..💛
التعليقات