كشخص مازال يجرّب ويتأمل ملامح الطريق ، أدركتُ أن أثقل ما يرهق الروح هو الانشغال بما لا نملك تغييره، والابتعاد عمّا نستطيع فعله بأيدينا. وما زلتُ أتعثر بهذا حتى الآن، لكن تذكير نفسي كل مرة بالحقيقة يعيدني إلى طريقي، ويمنحني القوة لأبذل ما استطعت فيما وهبني الله.
الانشغال بما لا نملك تغييره
أثقل ما يرهق الروح هو الانشغال بما لا نملك تغييره
كنت أود لو طرحت مثال حتى يكون الكلام مخصص لما تفكر به، لكن لو تكلمنا عموماً فهناك أشياء يمكن تغييرها والفارق هو الأسلوب الذي نتبعه لتغييرها، فربما طريقتنا للتغيير هي التي نحتاج أن نبدلها..
وطبعاً تحياتي لمجهودك فعلى الإنسان أن يراقب خطواته ويعدلها كلما استطاع حتى يتجه للطريق الصحيح.
دائما الانشغال بالعوائق التي لا يمكن تغييرها يشعرنا أننا في سجن، أو أنه لا مخرج لنا من الظروف التي نعيش فيها ولا فرصة للتطور، لكن بمجرد أن نتجه للتركيز على ما يمكننا تغييره وما لدينا سيطرة عليه تتغير وجهة نظرنا تماما، لهذا نجد شخصين خارجين من نفس البيئة والظروف لكن أحدهما ينجح ويتطور والاخر يظل في مكانه
كنت أنشغل دائمًا بالمستقبل وما لا أملك وذلك أخرني في مسيرتي تجاه تخصص معين، ولكن تغيرت تلك الطريقة عندما نصحني أحد بألا أركز سوى بما أملك مثلما قولتي وبالفعل جعلني ذلك التركيز أحصل على ما كنت أنشغل به طوال الوقت.
ومن الطرق التي حلت ذلك الموضوع تدريجيًا، أنني أدون كلما انشغلت، حتى لا يسرح خيالي وأنشغل أكثر، فتدوين ما يشغلنا بأننا لا نملك أشياء معينة، يخفف العبء على عقولنا في التفكير كثيرًا.
التركيز فقط على ما نقدر تغييره يجعلنا ننسى أن هناك أمور كثيرة في الحياة خارجة عن إرادتنا تؤثر على مسارنا أحيانًا الانشغال بهذه الأمور يعلّمنا الصبر والتواضع ويذكرنا بحدودنا. شعورنا بالإرهاق من هذا الانشغال قد يكون دليل على رغبتنا في الكمال أو السيطرة على كل شيء وهذا بحد ذاته درس مهم علينا أن نعرف الفرق بين ما نقدر تغييره وما يجب أن نتركه للظروف والقدر هذا الفهم يساعدنا على نضج روحنا وفهم الحياة بشكل أفضل
التعليقات