مع انتهاء امتحانات الثانوية العامة واقتراب اعلان النتائج، أتذكر تجربتي مع تلك السنة، والتي بدأت بعدم اكتراث صراحة، حيث كنت أريد معاملتها مثل أي سنة دراسية عادية مع الاستمرار في كل شيء أفعله مثل العمل الحر الذي كنت قد بدأت فيه منذ سنة حينها وكنت قد بدأت التطور فيه ولم أرد تركه، واستمررت على تلك الحال لمدة اربع شهور تقريبا، الى ان أحاط بي الضغط من كل الجوانب، بين ضغط العمل وضغط والدراسة وضغط توقعات الأهل المرتفعة، بالإضافة الى كوني في مدرسة داخلية في المرحلة الثانوية، فكان علي أن أتخذ قراراتي بنفسي واحدد اولوياتي بوضوح.
حينها قررت التوقف عن العمل الحر لحين انتهاء الثانوية واركز على دراستي فقط لكي لا أندم وقت النتيجة أو في المستقبل عموما، وقد صدمت حينها من المستويات التي وصل لها زملائي، فقد كنت متأخر عنهم كثيرا، خصوصا في قسم علمي رياضة الذي يتطلب اهتمام وتركيز منذ البداية، وشعرت أنه قد فات الأوان بالفعل، لكن مع ذلك بذلت كل ما في وسعي حتى اذا كان على حساب صحتي، ولم أكن أتوقع تفوق أو أي شيء لكن فقط كنت أحاول انقاذ ما يمكن انقاذه، الى أن جاء موعدد النتيجة، وقد كانت الصدمة أنني حصلت على مجموع أتاح لي دخول أعلى كلية في القسم وهي هندسة القاهرة، والحمد لله أولا وآخرا لأنني حتى الآن لا أرى لنفسي أي فضل في ذلك لأنني قد أهملت كثيرا لكن الله أراد لي ذلك.
وبعد انتهاء العام الدراسي ببضعة أيام بدأت استعيد نشاطي في العمل الحر، وقد كان أكبر مخاوفي أن آخذ وقتا طويلا في استعادة العملاء والعمل بنفس الوتيرة مجددا، ولكن لم يحدث أي من هذه المخاوف حيث كانت العودة يسيرة جدا.
علمتني هذه التجربة العديد من الدروس شخصيا، أهمها أنه مهما كنت تشعر بأنك متأخر أو أن كل من حولك أفضل منك فحتما ما زالت لديك فرصة، وطالما لم ينتهي السباق فيمكنك الوصول للصدارة دائما.
التعليقات