كنت سأكرر كل ما فعلته حتى أصل لهذه اللحظة.
لو رجعت بالزمن 5 سنوات، ما أول شيء كنت راح تعمله بشكل مختلف؟
فيه جمال كبير إن الإنسان يقدر يلتفت للماضي بدون ندم.
الوضوح اللي في كلامك يُحس وكأنكِ فعلاً كنتِ ماشيه بخطى واثقة، حتى لو الطريق ما كان سهل
أولا
حتى لو افترضنا إمكانية العودة بالزمن عندما نتحدث عن الرجوع إلى الماضي مع الاحتفاظ بمعرفتنا الحالية فإننا نقع في مغالطة "المعرفة اللاحقة" (Hindsight Bias)، حيث نفترض أننا كنا قادرين على اتخاذ قرارات أفضل لو كنا نعلم النتيجة مسبقًا، لكن في الواقع عند اتخاذ القرار الأصلي لم يكن لدينا هذه المعرفة ولذلك كان القرار منطقيًا بناءً على الظروف وقتها
ثانيا
بالإضافة إلى ذلك هناك مغالطة السببية المعكوسة .. أي أن تغيير قرار واحد في الماضي لا يعني بالضرورة أننا سنصل إلى نتيجة أفضل في المستقبل، لأن هناك عددًا لا يحصى من العوامل المترابطة التي قد تتغير نتيجة لهذا القرار، مما قد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة.
بالمختصر؛ حتى لو كان الرجوع بالزمن ممكنًا فإن التفكير بأننا سنتمكن من تحسين حياتنا بشكل مضمون هو افتراض غير دقيق. لكن ماذا عنك؟ ... هل هناك قرار معين لو عاد بك الزمن ستغيره أم أنك ترى أن كل خطوة قادتك إلى مكانك الحالي؟
من الجيد أنك تطرقت لهذه المغالطات التي يقع فيها نسبة كبيرة منا، ولكن سؤال صاحبة المساهمة هو افتراضي، وليس مسلم به، بمعنى اخر هي تود معرفة تجاربنا المختلفة التي لم تفضي إلى وصولنا إلى مبتغانا وهدفنا واتخاذ القرارات الصحيحة. فمالمشكلة من عرض هذه مثل الأمور!
ردك مليء بمصطلحات منطقية تبدو دقيقة، لكنها للأسف تنطلق من فرضية غير دقيقة:
أن فكرة الرجوع للماضي هدفها تحسين النتائج أو تغيير المصير، وهذا ببساطة ليس ما كنت أقصده.
أنا لا أتبنّى "مغالطة المعرفة اللاحقة"، بل أطرح سؤالًا إنسانيًا:
ماذا لو كنا وقتها أكثر وعيًا بأنفسنا؟ أكثر رحمة؟ أقل خوفًا؟
فالفكرة ليست "لو كنت أعرف النتيجة"، بل "لو كنت في لحظة اتخاذ القرار أنا الحقيقية، مش نسخة مشتتة أو مضغوطة أو مغيبة".
ثم إن مغالطة السببية المعكوسة التي طرحتها تنطبق على سلاسل الأحداث، لكن الناس لا تتمنى الرجوع لتفادي تسلسل… بل لتعديل لحظة، شعور، قرار كان نابعًا من نقص داخلي، مش خطأ حسابي.
بمعنى أدق:
ما نريده ليس تغيير الماضي، بل مصالحة مع أنفسنا القديمة.
وهذه ليست مغالطة… بل شجاعة.
التعليقات