ككل السنوات التي درستها في الجامعة، منهجيتي واضحةمع الطلاب، إمرحوا وتعلموا وناقشوا، كل الأفكار النقدية والمشاكسات الفكرية مسموحة في حدود الدرس، والممنوعات الأساسية هي: لا تدخل متأخرا بعد عشرين دقيقة، لا أحاديث جانبية مع الزملاء خارج الدرس، لا تعاملات مزعجة أو غير محترمة داخل القسم.

لكن في حصة من الحصص في أواخر هذه السنة، كعادتهما تأتي طالبتان متأخرتان وأتنازل بالسماح لهما بالدخول كونها أخر الحصص، وعلى طول الحصة لم تسكت الطالبان من الأحاديث الجانبية بصوت مسموع وكمزعج للقسم كله بشكل معرقل لجريان الحصة ، بالإضافة الى أن إحداهن تحاول وضع المكياج تحت الطاولة أحيانا والأخرى تضحك بشكل تعتقد أنه متخفي، والتصرف الطبيعي لأي أستاذ، أعطيتها التحذير الأول والثاني ولا تغيير، لكن في أخر تحذير رفعت أحداهن صوتها لي وقالت " وش بيك أستاذة علاه من قبيل حاطة علينا" وبدأتا الهجوم عليا، فطلبت منهما معنا الخروج بكل لطف، قلت تفضلا بالخروج حالا، وكلاهما رفضا الخروج فأصريت أن يخرجا مرتين، وفعلا خرجتا وضربتا الباب شدة وراءهما بشكل مستفز.

القصة لم تنتهي هنا، إذ بعد أقل من 10 د، تأتي نفس الطالبتين رفقة رئيس القسم، الذي اتهمني بدوره أني عنفت الطالبتين وأنقصت من قدرهما و تعاملت معهما بشكل فض، والعجيب أن الطالبتن كتبا تقرير سلبي عني أنا كأستاذة زعماً أني طردتهما بدون مبرر ههههه .

لم أكتب فيهما تقرير سلبي لأني أعلم أن الطالبتين معيدتين ولذيهما سوابق ويمكن أن يتسبب ذلك في تجميد دراستهما، ناهيك عن أني لا أحب كتابة التقارير السلبية في طلبتي، ومع أنهما تعاملا بشكل غير لائق، إلا أني سمحت لهما بالذهاب دون أي تقبيح أو حتى نقاش، لكن بعدما فعلتاه، وقدمتا الأكاذيب التي لا تعقل لرئيس القسم ، ندمت أني لم أكتب فيهما ذلك التقرير .

على عكس ما يعتقد الكثيرون، تعامل الأستاذ الجامعي مع الطالب حساس جدا، فالأستاذ الجامعي الطموح يرى في طلبته أبعد من مجرد تعامل بيداغوجي أو أكاديمي، بل يرى فيهم مشروع جيل وبناء نخبة، لكن بعض الطلبة يعتقدون أنه لا يهتم لأمرهم فيسيئون معاملته .