جميعنا نملك ذلك الصوت الداخلي الذي يحاول توجيهنا، ذلك المنطق البسيط والواضح الذي يخبرنا بما يجب فعله. ومع ذلك، كم مرة وجدنا أنفسنا نتجاهله تمامًا؟ ليس لأننا لا نسمعه، بل لأننا ببساطة لا نريد الاستماع إليه!

في أحد الأيام الشتوية، كنت على وشك الخروج من المنزل عندما خطر ببالي سؤال بسيط: "هل أُحضر معي المظلة؟" نظرت من النافذة، كان الجو مشمسًا تمامًا، والسماء صافية، فقلت لنفسي: "لا داعي، لا يبدو أنه سيمطر اليوم!"

لكن كان هناك ذلك الصوت الصغير في رأسي يقول: "أنت تعلم أن الجو لا يُؤتمن، وخبرة الأيام السابقة تثبت أن الطقس قد ينقلب فجأة!" تجاهلت الصوت، أقنعت نفسي أنني أُبالغ، وخرجت متجاهلًا المظلة.

بالطبع، وكما هو متوقع في هذه القصة، لم تمر سوى ساعتين قبل أن تتغير الأجواء بشكل مفاجئ. الغيوم بدأت تتجمع، وبدأت الأمطار تتساقط بغزارة، وأنا… كنت هناك، في الشارع، بلا مظلة، مبتلًا بالكامل، أُحدّث نفسي: "كان يجب أن أستمع إلى ذلك الصوت!"

لماذا نفعل ذلك؟!

كم مرة حدث لك شيء مشابه؟ تعرف تمامًا ما يجب فعله، لكنك تتجاهله. ربما لأنك لا تريد تصديق أنه سيحدث، أو لأنك تفضل الراحة اللحظية على التخطيط البسيط. المنطق يتحدث، لكننا نُسكِت صوته، وكأننا نأمل أن تسير الأمور عكس ما يخبرنا به.

بعد تلك الحادثة، قررت أن أبدأ بالاستماع إلى ذلك الصوت الداخلي أكثر. ليس لأنه معصوم عن الخطأ، ولكن لأنه غالبًا مبني على خبرات سابقة وتجارب تعلمنا منها. في المرة القادمة التي يخبرك فيها عقلك بشيء واضح ومنطقي—خذ لحظة، فكر مرتين، وربما، فقط ربما، تستمع إليه قبل أن تجد نفسك تحت المطر بلا مظلة!