قبل يومين في رمضان، بينما كنا نذهب المنتجع الصحي بعد الإفطار جميعهم اصدقائي هناك، فوجئت بصديقي يقوم بحركة لم أكن لأتخيلها منه أبدًا. على ركبة واحدة، مدّ يده بخاتم الخطوبة، ونظر إلى الفتاة بعينين تملؤهما الرجاء، وكأنه ينتظر منها أن تمنحه شرف القبول! لحظة صمت خيّمت على المكان، أما أنا فوجدت نفسي أتساءل: هل وصل بنا الحال إلى هنا؟

هذه الصورة، التي كانت يومًا جزءًا من الثقافة الغربية، باتت تتسلل إلى مجتمعاتنا حتى أصبح بعض الرجال يرونها أمرًا طبيعيًا، بل وربما ضروريًا لإثبات الحب. لا شك أن كل رجل يرغب في إسعاد شريكة حياته، ولكن هل الحب يعني أن يتخلى الرجل عن وقاره ويضع كرامته على المحك؟

الحب في حقيقته لا يحتاج إلى حركات مسرحية، بل يقوم على الاحترام المتبادل، على التقدير، على مواقف تثبت عمق المشاعر دون الحاجة إلى الركوع والتذلل. المثير للسخرية أن التيارات التي تنادي بالمساواة تُروج لهذه العادة وكأنها قمة الرومانسية، بينما لن تقبل المرأة نفسها بأن تنحني لتطلب يد الرجل، لأنها تدرك أن ذلك انتقاص من قيمتها. فلماذا يُطلب من الرجل أن يتنازل عن قيمته بهذه السهولة؟

إن كنت تفكر في الركوع لتطلب يد فتاة، فتذكر أنك لست بطلًا في مشهد سينمائي، بل رجل له مكانته، والحب لا يُقاس بمن يركع للآخر، بل بمن يبني علاقة قائمة على العزة والاحترام.

فما رأيكم؟ هل أصبحت هذه العادة أمرًا طبيعيًا يجب تقبله، أم أنها انتقاص من مكانة الرجل في مجتمعاتنا؟