في صباح أول الأمس ذهبت إلى مقر إحدى الشركات لتخليص موضوع لأحد الأصدقاء، وعند دخولي قاعة الإستقبال تفاجأت بحوار جاف بين شخصين يغلبه طابع العصبية والغضب من الطرفين إنتهى سريعاً بجملة "إذا لا يعجبك الوضع قدم إستقالتك".
بعدها أتجه كل شخص لجهة، حينها توجهت لموظفة الإستقبال وطلبت مقابلة الشخص المعني بالموضوع الذي جئت لتخليصه، وطلبت مني الإنتظار لحين يأتي دوري، جلست في قاعة الإنتظار وكل ذهني يدور به ما قد حصل ساعة دخولي، وتساءلت مع نفسي هل وصل بنا الحال نقطع أرزاقنا بسبب أو بغير سبب بمجرد كلمة، ولماذا؟
خلال حوالي 20 دقيقة وأنا غارق مع نفسي بالتفكير بالأمر جاء الشخص وكل دلائل الغضب والعصبية ظاهرة على ملامحه وجلس في صمت قريب مني دون أن يسلم أو يتفوه بكلمة.
خلال دقائق جلوسه كنت أنظر إليه دون أن ألفت إنتباهه وإلى حركات رجليه ويديه وتأكدت خلالها بأن الموضوع ليس عادي ولا هو عابر، فقمت وسلمت عليه ورد السلام بصوت خافت لا يكاد يسمع، فقلت له صلي على النبي وتعوذ من الشيطان، بعدها سألته إن شاء الله خير فرد بضيق ومن فين حيجي الخير (هو مصري ومن الصعيد وب30 من العمر وتحت متوسط التعليم) قلت له هدئ أعصابك وعسى خير إن شاء الله، بعدها سألته عن الموضوع فقال لي أخويا الكبير بعت لي فاكس أمي مريضه وعاوزه تشوفك، ولم كلمتهم بالشغل يدوني إجازة أسافر رفضوا وقالوا مصلحة العمل لا تسمح، وتكلمت مع مسؤول القسم وشرحت له حالة أمي وطلب مني أحضر ما يثبت، قمت بعثت لأخويا الكبير يبعث لي فاكس مستعجل، ولم أديتهم الفاكس قالوا ده مش حقيقي ومش معتمد وحلفت لهم 3 بالله إن أمي مريضة وعاوزه تشوفني، ولم جيت أكلم مدير التوظيف رفض الموضوع برمته وقال لي إذا مش عاجبك قدم إستقالتك، وأنا خلاص رحت وقدمت استقالتي 😱.
طبعاً أخينا بيحكي لي الموضوع وكل ملامح وشه يكسيها الغضب والندم بنفس الوقت، قلت له تعوذ من الشيطان وروح اسحب استقالتك وقول إنك كنت في حالة غصب ساعتها، قاطعني وقال لا الراجل فينا ما يرجعش في كلامه ومش حكسر كلام أخويا الكبير 😤.
قلت له وحد الله وصلي على النبي وسألته هي الست الوالده بسلامتها عندها إيه🤔 قالي عيانه كتير ونفسها تشوفني، قلت له طيب هي عارفه إنك بتشتغل بالخارج ومش بيدك تجي زي ما إنت عايز، قال أيوا بس أخويا الكبير لزمني أجي ونا وعدته، قلت له خلاص خبرهم ما تقدر وكلم الست الوالده بالتلفون فيديو وتطمن عليها، وسألته متزوج قال آه ومعايا 3 أطفال واحد بالمدرسة و2 بالبيت، قلت له ربنا يبارك فيهم طيب ما فكرتش فيهم لم تستقيل حيعيشوا إزاي 🤔 قال ربنا موجود ،قلت ونعماً بالله ولكن الله سبحانه أمرنا بالعمل وجعل للرزق أسباب، وسألته عدم المؤاخذة إنت بتستلم كم؟ قال بالمصري حوالي 30 ألف جنيه ببعت منهم للعيال وأخويا وأمي والباقي بعيش به هنا والسكن عالشركة، قلت له يا راجل حرام عليك فيه حد ينقم على نفسه كده إنت عارف لم تستقيل وترجع البلد حتعمل إيه ولا حتعيش بيتك وبيت أخوك والست الوالده إزاي ؟ إستغفر ربك وإخزي الشيطان وقوم اسحب استقالتك، وقتها نادوني عشان دوري أدخل أخلص موضوع صديقي، ولم قمت سلمت عليه وقلت له شيل من دماغك الأفكار القديمة ده اللي دمرت ناس وأجيال، واستئذنته ومشيت 😔، ولكن من يومها وأنا الموضوع متعب تفكيري ونفسيتي صراحةً.😤
التعليقات