إذا كان الغرور (وليس التعالي) هو صمام الأمان الوحيد الذي يظل صامدا ضد احتراقي النفسي (بل وأوشكت أكثر من مرة أن أحرق نفسي حيا وليس مجازا)، هل يصبح الغرور مغفورا؟ خاصة إذا ماكنت دائما حريصا على أن أطلب من الجميع، تحملي أو محاولة التفاهم معي (علما أنني شخص لطيف جدا، وعصبي جدا).
12-الفارق بين الكبر والكبرياء
لا الغرور ولا التعالي ولا الكبر ولا الكبرياء هم صمام الأمان الذي يحمينا من احتراق ذواتنا حرفيًا أو مجازيًا، صمام الأمان الحقيقي يا رايفين هو الإيمان بالله واليقين به، ثم الثقة بالنفس والتمرس على الاتزان والهدوء، والعمل على تضميد جراحنا ومواساة أنفسنا قبل أن ننتظر ذلك من الآخرين.
أتعرف، كنت أفكر دائمًا في حالات الانتحار التي تحدث في مجتمعنا، وبعيدًا عن الحكم الديني، كنت أقول أحيانًا ربما لا نعرف ما مروا به من أسى لعله يكون مبررًا، حتى جاء اليوم الذي كانت بلدتي فيه على موعد مع حادث غرق مركب صيد بأب وأبنائه الأربعة، لا تتخيل مشهد دخولهم على الأم جثثًا هامدة واحدًا تلو الآخر، قلت في نفسي هذه الأم لو انتحرت سيلتمس لها العالم أجمع العذر والتبرير، لكني وجدتها حامدة صابرة. ثم شهدنا جميعًا أحداث غزة، وقصصًا من المآسي تفوق الخيال والدراما وحتى الرعب، لم أجد واحدًا انتحر لأنه حمل أشلاء ابنه في كيس، ولا واحدة انتحرت بعد مقتل أطفالها وزوجها وأهلها، قلت لنفسي لماذا؟ إنه فعلا الإيمان واليقين بالله، وهذا ما نحن فعلًا في أمسّ الحاجة إليه لمواساة أنفسنا في هذا العالم.
بالنسبة لأهل غزة، بالطبع لا يمكن المقارنة معهم، ولكن في علم النفس، يعد العنف نوع من التعافي وتغريغ الغضب، العنف مقابل العنف. بالنسبة للأم المكلومة، لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. هناك من يتحمل، وهناك من لا يتحمل، فلا يلزم أن نطلب من كل البشر نفس الشيء. بالنسبة إلى الإيمان بالله، هذا مفروغ منه، ولكن الإيمان درجات ونحن نجاهد لصعود السلم. بالنسبة للثقة في النفس والاتزان والهدوء، أملك بعضا من ذلك. لكن إلى أن أتحسن، هناك بالفعل صمام أمان لا أستطيع التخلي عنه، وهو تحفيز ذاتي بأنني أفضل مما أني حتى أقهر الظروف (على الأقل إلى أن أجد طريقة أخرى). بالنسبة لمواساة ذاتك (كيف يفترض أن أفعل ذلك؟).
إذا كان الغرور (وليس التعالي) هو صمام الأمان الوحيد الذي يظل صامدا ضد احتراقي النفسي
الغرور ليس صمام أمان أصلا للتعامل مع الاحتراق النفسي على الرغم من أن البعض قد يعتمد على الغرور للشعور الزائف بالثقة بالنفس والحفاظ على صورته الذاتية، إلا أنه لا يعالج الأسباب الجذرية للاحتراق النفسي ولا يوفر الدعم العاطفي والنفسي اللازم.
(بل وأوشكت أكثر من مرة أن أحرق نفسي حيا وليس مجازا)،
ما تعانيه يا صديق ليس احتراقاً نفسيا، بل اكتئاب حاد................هذا كلام خطير فعلا، لا يمكنك أن تستهين به لهذه الدرجة، عليك مراجعة خبير نفسي وطلب المساعدة على الفور، لأنك وصلت إلى ابعد مراحل الإكتئاب للتفكير في الإذى للنفس، فرجاءً لا تتردد في زيارة طبيب نفسي في أسرع ما يمكن.
خاصة إذا ماكنت دائما حريصا على أن أطلب من الجميع، تحملي أو محاولة التفاهم معي (علما أنني شخص لطيف جدا، وعصبي جدا).
طبيعي جدا أن تشعر بالكتئاب الحاد ... انت تضع نفسك تحت رحمة الآخرين وتتعامل وفقا لرغباتهم ، وتعطيهم كل الحق للحكم عليك والتلاعب بك، لا تنتظر من أحد أن يفهمك أو أن يتحملك، أنت مارس هذا الدور، حاول أن تتفهم نفسك وتتعامل بطيبة مع الأخرين، حاول أن تتحكم في عصبيتك وتعالجها .بالرجوع الى طبيب نفسي ستحل كل هذه الامور.
أنا لا أفكر في إيذاء نفسي كفعل أخير، أنا معتاد على إيذاء نفسي بالفعل منذ سنوات طويلة، جسدي مليء بالندبات من ذلك، وأتفاخر بذلك، وأكثر ندبة أتميز بها هي طعنة غائرة في العنق، لما صمدتني سيارة على الطريق السريع وحطمت جسدي قيل أنني من تعمدت ذلك نظرا لمحاولات سابقة (على كل حال، معظم انتحاراتي ليست جادة بقدر ما هي لعبة بالنسبة لي لأظهر للجميع أنني لا أهاب شيئا). ولما كانت ظروفي تسمح، حاولت مع الأطباء النفسانيين، ويبدوا أن أغلبهم بهائم، أو عاجز عن علاجي، وأفضلهم هو من اقترح العلاج بالأدوية وهي فكرة غير مستحبة لي حتى الآن.
بالنسبة لمسألة التلاعب بي، أنت محقة تماما، وأعرف ذلك تماما، المشكلة أنني أسمح بذلك وأنا مدرك لذلك، أما بالنسبة للحكم على الآخرين فأنا أمارس هذا الدور، كما أننا أحاول أن أفهمهم، وأنا دائما أتحمل الشخص طالما بدا أو أبدى أنه لا يقصد إهانتي. مع ذلك، ونظرا لعصبيتي المفرطة، والمواقف المحرجة التي أقع فيها، إما أن أتقبل وأتجاوز عن بعض الإهانات المتعمدة من البعض (خاصة لو إني واثق أن الأمر لن يتكرر) وإما مضطر أن أكشف له عن وجه آخر بالتأكيد لن يحبه.
(على كل حال، معظم انتحاراتي ليست جادة بقدر ما هي لعبة بالنسبة لي لأظهر للجميع أنني لا أهاب شيئا).
وما الدين الذي يدين به الجميع عليك لتبرر لهم انك لا تهاب شيئا، والداعي لتبرر للناس تصرفاتك ومواقفك ما دمت لم تمس لهم طرف، الحياة التي نعيشها تتشابه أغلبها في الظروف والمواقف والمراحل لكن الفيصل في الموضوع هو مدى قدرة الشخص على اكتساب مناعة ذاتية داخلية تجاه ما يجود علينا الزمان به من عوائق ومصائب، والظاهر أن مناعتك ضعيفة لكنك تتظاهر بالقوة والجبروت.
-ولكنك تتظاهر بالقوة والجبروت
عجبتني هذه المقولة، طيب
أولا، ربما أنا أضعف من آخرين، متفق في هذا، خاصة وأنني شخص عاطفي جدا، سواء كنت في حالتي اللطيفة، أو كنت في أوقات عصبيتي. ولكني لازلت أفضل من الجميع. أقول لك لماذا؟
اسمي رايفين فرجاني، اسمي في البطاقة وليد أحمد فرجاني، حاليا أعيش في المرج، تحديدا في منطقة اسمها الفلاحة، منطقة شديدة العشوائية، يجري تقسيم مناطقها الداخلية وفق هذه المسميات
-عب العربجية
-عب الحرمية
-عب المخدرات
-عب الجرب
وخلافه، وهي مسميات معبرة وتظهر تماما ما يدور هناك.
لا لا .. سوف أنشر التجربة الحالية في تدوينة أكثر عمومة لنرى إن كنت قويا أم ضعيفا، وأرسل لك رابطها
التعليقات