إن افضل الطرق لمعرفة شعب ما هو التعامل معه مباشرة ،و لو أنني كنت أفكر في طريقة ما للتعرف على الشعب الجزائري فإنني لن أجد افضل من فكرة ذلك المعرض .

كانت الأيام مليئة بالأحداث و المقابلات مع شركات أخرى من جنسيات مختلفة، و لكن كانت هناك أشياء أخرى أضفت على ذلك المعرض طابعا جميلا مختلفا و مميزا ، فبين الحين والآخر كانت تأتي مجموعات من الطلبة لزيارة المعرض و كانت تختلف أعمارهم ما بين المرحلة الإبتدائية حتي المرحلة الجامعية ، أتذكر منهم تلك الزيارة لمرحلة عمرية متوسطة كانت تشرف عليهم سيدة اقرب ماتكون الى مديرة مدرسة و ليست مشرفة فقط، توقفت المجموعه أمامنا و بدأت المشرفة في الشرح لهم و للاسف لم أستطع فهم ماكانت تقوله لهم، و لكن بعدما انتهت اتجهت الينا للترحيب بنا و من ثم شكرنا ، تحدثت إلينا باللهجة الجزائرية الدارجة ،استطعت أن ألتقط بعض الكلمات و كان ردي عليها باللهجة المصرية ،تفاجئت حينها برد فعل الطلبة حينما بدأوا في إصدار بعض الضحكات مع النظر إلي بشئ من الدهشة لم أستطع وقتها معرفة السبب وراء ذلك ، و لكن كان الشئ الجميل عندما بدأت تلك السيدة في توجيه بعض الأسئلة بالعربية الفصحي و كانت معظمها حول تاريخ مصر و الجزائر ، و عندما أخبرتها باسم فندق الإقامة(فندق الأوراسى) ابتسمت و قالت هذا البناء خير شاهد على ذلك التاريخ بيننا ( هذا ما تأكدت منه بعد ذلك) في نهاية الحديث اخبرتني أنها تدرس التاريخ ثم شكرتني مرة أخرى و همت بالإنصراف .

بعد مرور خمسة أيام حتى أوشكت الزيارة علي الإنتهاء قررت النزول و السير وحدي في الشوارع و لما كنا نمر علي مطعم شعبي صغير في طريقنا إلى المعرض قررت أن أذهب إليه لكي أتناول بعض الفطائر و انا جالس بجواره، كانت هناك سيده في الثلاثين من عمرها طلبت منها فطيرة و مشروب و لكنها لم تتمكن من معرفة ما أقوله،قامت بالنداء على زوجها الذي استطاع تلبية الطلب بمجرد سماعه ، عندما قدمت إليهم النقود قال لي يبدوا أنك لا تعرف جيدا عن العملات إن هذه النقود كثيرة جدا و بدأ يشرح لي بالتفصيل حتى لا أتعرض لعمليات خداع .

من أكثر الأشياء التي جذبت انتباهي أيضا هو الزي الشرطي المميز و كم كانوا متعاونين معنا اتذكر ذلك الشرطي الذي رأنا نبحث عن سيارة أجرة تنقلنا الي الفندق و كان معظمهم يرفضون ،تدخل مباشرة و أوقف سيارة و اشترط عليها الأجر و أخبرنا الا ندفع أكثر ،

الكثير و الكثير من المواقف الجميلة و التي لن تنسى ماحييت ، تأكدت بعدها أن الشعوب العربيه شعب واحد في بلاد متفرقة و ان مايجمعنا أكثر مما قد يفرقنا و لا أجد شئ يستطيع فعل ذلك.

في النهاية تحية إلى الشعب الجزائري على تلك الايام الجميلة .