ذات يوم اتصلت بي مديرة شؤون الموظفين طالبة مني تحضير جواز السفر من أجل الذهاب الي معرض دولي سوف يقام في العاصمة الجزائرية،مازلت أتذكر كم السعادة التي غمرتني عندما علمت بذلك الأمر و أنه قد تم اختياري بعد اجتماع مع المدير العام و مديرة شؤون الموظفين و بعد مفاضله بين جميع المهندسين وقع علي الاختيار .

بداية الرحلة كانت مع السفارة الجزائرية و التي كانت تقع في وسط منطقة السفارات ،كنت أتخيل أنني سوف أجدها مثل سفارتي المصرية من حيث الأعداد الكبيرة و طوابير الانتظار و الملل الذي ينتظرني ، و لكن كان الأمر معاكسا تماما ، عندما دخلت السفارة الجزائرية (و هي أقرب مايكون إلى ڤيلا من سفارة ) استقبلني موظف جزائري كانت الابتسامة لا تفارق وجهه و عندما علم بأنني مصري دار بيننا حديث ليس بالقصير عن أمور ليس لها علاقة بطلبي للتأشيرة ، سألني عن مصر و أحوالها و بدأ يتحدث معي عن تاريخنا المشترك و عن مدى حبه لمصر ، بعدها اخذ مني جواز السفر و قال انتظرني سوف ارسل لك موظفه تقوم بانهاء التأشيرة ، لم يمر وقت طويل حتي جاءت تلك الموظفة حاملة جواز السفر و معه التأشيرة كنت أشعر ان هناك شئ غريب ،كانوا كمن ينتظر ضيفا عزيزا بعد طول غياب و عندما هممت بالمغادرة جاء إلي ذلك الموظف مرة ثانية و بدأ يخبرني عن الأماكن التي استطيع ان ازورها و كيف أتفادي ما يمكن أن يفسد علي تلك الرحله ، شكرته على كل ما قام به ثم غادرت السفارة و كانت خير بداية لتلك الرحله.

يتبع...