عندما كنت في الثالثة عشر من عمري و تحديدا في فترة الاجازة الصيفية ذهبت إلى العمل في أحد محلات بيع الأحذية الرياضية و الذي بدوره يقع في وسط شارع تجاري يزدحم بالمارة في معظم أوقاته ، كانت هذه هي المرة الأولى التي أذهب فيها للعمل خارج بلدتي و كان ذلك من أجل تحقيق عائد مادي أعلى ، كانت مدة العمل اليومية اثنتا عشرة ساعة اضف إليها ذلك الوقت المفقود بين التنقلات جيئة و ذهابا وهو مايقارب الساعتين بعدها اصل الى المنزل منهكا باحثا عن اقرب طريق إلى غرفة النوم و هكذا كان الحال يوميا ، كنت انتظر بشدة ان يمر ذلك الوقت بهذين الشهرين لأعود للعب مرة أخرى قبل بداية العام الدراسي الجديد هكذا كنت أخطط غير أن هذا الانتظار كان بدوره يلقي عبئا نفسيا يزيد من طول الأيام و ثقلها .

 بجوار ذلك المحل كانت توجد تلك المكتبة المليئة بشتى أنواع الكتب في كل المجالات و كانت هي الأخرى و مثل باقي المحلات تعرض بضاعتها أمام المحل أملا في جذب المزيد من الزبائن، أما أنا فكنت أقضي معظم اوقات الفراغ في التأمل في عناوين تلك الكتب المتناثرة أمامي عندها وقعت عيني علي ذلك العنوان الغريب و الأشبه بعناوين القصص البوليسية و لكنه لم يكن كذلك. 

"لغز الموت" كان ذلك هو عنوان الكتاب أما باقي الغلاف فكان عبارة عن صورة متأملة للدكتور مصطفى محمود .

أثار فضولي ذلك العنوان خاصة أن كاتبه هو الدكتور مصطفى محمود ، بعد مرور عدة أيام لم يغب فيها ذلك العنوان عن بالي و بعد تفكير قررت شراءه و كان هذا أول كتاب أشتريه من مالي الخاص و بهذا امتلك ذلك الكتاب قيمة أعلى من باقي الكتب،

يتبع....