قديما كنت اظن نفسي قارء نهم, فأقرء هذا الكتاب وتلك الرواية. كل عدة ايام اتصفح مواقع الكتب المجانية لتنزيل كتاب جديد لقرائته. غير مكتبتي المليئة بالكتب والقصص والروايات.

ولكن في سنة 2021, قررت ان القراءة ليست لي, وان الكتب ليست للجميع, فحتى الكتب التي كنت اقراها اكتشفت انها مجرد روايات وقصص وبعض من كتب التنمية البشرية, ومكتبتي هي ليست بمكتبي الشخصية, انما مكتبة اهلي التي فقط اورثتها لنفسي بدون حق.

اكتشفت اني لا اقرا في كل المجالات مثل بقية القراء, انا فقط اقرء بعض التصنيفات القليلة جدا, فتصنيفات مثل الادب والفلسفة, التاريخ والسياسة والدين.

كل تلك التصنيفات لم اقرا منها شيئا, اما لانه صعب علي, او لا احبه.

لذلك اصبح واضح ان مبدء "القراءة للجميع" ليس بالمبدء الصحيح, فان كانت بالفعل للجميع, فلما اذا اجد صعوبة في قراءة تلك المجالات. اصبح من السهل القول ان القراءة هي لؤلئك من يهتمون بالكثير من المجالات, وليس لكل الناس.

وفي تجربة غريبة قليلا, قررت ان اخذ احد الكتب التي تتحدث عن القراءة والبدء في انتقادها, فهكذا يكون اسلوب في الانتقاد منظما, خاصة ان الكتاب علي الهاتف, بالتالي استطيع بسهولة تحديد النقاط الحمراء عليه.

وفي هذا كتبت مقال كامل عن تجربتي, التي في النهاية اخذت مجرى معاكس تماما, فتحولت من شخص كاره للكتب والقراءة, الى قارء جامح في كل يوم يجب ان يكون في يده كتاب

عموما وباختصار شديد لهذه التجربة, فقد اكتشفت ان المشكلة كلها كانت تكمن في تلك الكتب التي كنت اختارها, ففي الكثير من الاحيان كنت اخذ كتابا فقط لان عنوانه جذاب, او لان غلافه يبدو جميلا, واكتشف بعد فترة انه كتاب سيئ وعنوانه ما هو الى نوع من الـclick bait ان صح التعبير.

او في بعض الاحيان اكتشف ان المشكلة كانت من الكاتب نفسه, فيكون قد كتب الكتاب بشكل سيئ او ان الكتاب كان مترجم, بالتالي جزء كبير من فهم الكتاب اصبح معقد.

تلك كانت تجربتي البسيطة مع الكتب, حاليا اعتبر نفسي قارء نهم, فدائما ما يتواجد كتاب في يدي, ولائحة الكتب التي اريد اقتنائها تطول ومتحمس لقرائتها جدا.