السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أيام ونودع عامًا بما فيه من ذكريات، ومواقف، وأحلام، ونجاحات، وإخفاقات، وآمال..
ونستقبل عامًا جديدًا كدفترٍ فارغ، لكلٍ منا الحق بالإبداع فيه وتلوينه كيف شاء..
أيام وتنتشر حمى التخطيط والتنظيم وكتابة الأهداف، يشتعل الحماس في البعض فيسرعون بشراء مخططات جاهزة، والبعض الآخر يصنع مخططه بنفسه ليضع فيه العناصر والخانات التي تروقه وتناسب نمط يومه.
البعض الآخر، فقط يراقب، ويعرف أن شعلة الحماس هذه قد لا يصل دفأها لمارس حتى.
أين الخلل؟
المشكلة ليست في الخطط، ولا الأهداف، ولا المخططات الجاهزة أو المصنعة يدويًا.
المشكلة تتمثل في دوافع كتابة هذه الأهداف، أحادث نفسي دائمًا..
= لماذا أتعب نفسي وأتطور؟
- حتى أصل للنسخة الأفضل مني!
= وما الفائدة؟ أين الإعجاز في أن أكون منتجة؟ نعم أدرك أن لهذا لذة، ولكن ليست دافعًا يكفيني للانطلاق.
- ستقفين مكانك وستموتين مكانكِ.
= وما المشكلة؟ بل ماذا أستفيد إن حققت مجدًا! في النهاية سأرحل..
وبين شدٍ وجذب، تذكرت جملةً قرأتها في رواية للكاتب غيوم ميسو على لسان البطلة فيما معناه:
اللعنة، إنك تفضل ألم المعاناة ووجعها على أن تبذل جهدًا في إصلاح حياتك!
وهذه لب المشكلة مع فئة معينة ذاقت الخذلان وزهدت الحياة، زهدت بمعنى زهدت!
وهنا يعثر عقلي على الإجابة الفيصلية للقصة:
"لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل"
الإيمان (بيقين) بمبدأ العبودية لله وإنّا لله وإنّا إليه راجعون، هذا الإيمان يبرمج العقل أنه ليس ملك نفسه، حياتنا اختبار بما فيها من بلاءٍ ونعيم، ونحن البشر مأمورون بالسعي، والأمر واجب النفاذ.
كفاطمة وجدت هذا الدافع أقوى من كل عبارات التنمية الذاتية الرنانة، مهما كانت أهدافي فارقة معي فإن قسوة الحياة أحيانًا تجبرنا على التنازل والزهد، ولكن حتى في اللحظة التي نزهد فيها الحياة يجب أن نسعى..
مثلًا، عندما أشعر بالخمول وعدم الرغبة في ترتيب المنزل، لن تشجعني فيديوهات التنظيم والتنظيف بقدر ما سيحركني أن النظافة من الإيمان، وأن الملائكة تدخل البيت النظيف، وأن الله جميل، وأن في إماطة الأذى صدقة، وقس على ذلك بقية المهام، النظر للمصير النهائي ومآل الأمر.
بالطبع حتى هذا الدافع يصيبه الفتور، لكنه دائم وحقيقيّ، دافع صادق.. يجد من القلب مكانًا..
أخبروني عن دوافع تخطيطكم للعام الجديد، وما أهم القرارات التي اتخذتموها؟
ولو كان من نصيحة تودون إهداءها لي، فماذا تكون؟
التعليقات