لا أخفي عليكم مُصابي، قضيتُ عامًا لم أستطع أن أرى فيه مظهرًا واحدًا للسعادة، مهما مرّ عليّ شيءٌ من الطبيعي أن يُسعد أي إنسان، لكنّي شعرت ويكأنّ هناك ما جعل ناظريّ قد عُمّيا عن الشعور بأي شيء حولي ..

توقّف الزمن، وتبدّل الناس، وتأتي الأعياد، وانا لازلت في المحطة التي توقفت بها.

الغريب أنّي أجيد الابتسام للأصدقاء والمارّة، أجيد طمأنة الأهل بأن كلّ شيء سيكون على ما يُرام، أنصح مَن ألتمس لديه تعثّرا أو قلقًا، لكن أنا !

أين أنا من شأني!

أهرع للبكاء كلّ ليلة بمفردي، أكتم صوت صراخي حتى لا يقلق أبي بشأني أو يصيب الفزع إخوتي.

أمي الآن تركتنا، ماذا يصنع هؤلاء إن ضعفت أنا ؟

انطفأ شغفي وعاهدتُ الأيام بنفس الوتيرة، لا أستطيع أن أمَيز ءاليومُ الخميس أم السبت أم ماذا ؟ التواقيت كلها متشابهة، الصباح مثل المساء كلاهما أتأرق فيها ولا يواتيني النوم إلا بعدما يصيبني الهدد من شدّة البكاء.

وان استطعتُ النوم لساعتين فلا بد أن أستيقظ فزعًا بالبحث عن أمي، والشروع بالبكاء مجدّدًا حين أعلم أنّها لم تعد على قيد الحياة!

كيف أتجاوز! كيف للفقد أن ينهش في روحي هكذا ، ومتى تحولت لتلك النسخة الكئيبة بعد ما كانت البهجة سرّ قوّتي.

جامعتي أذهب إليها أداء واجب لا رغبة، هشاشتي صارت تسبقني ومدامعي المعبّر الاول عني، فقدت شهيتي تجاه الطعام والخروج والمناسبات حتى تحولت لشخص يفعل ما عليه كي تسير وتيرة الأيام سريعًا علّه يلحق فقيده.

أخبروني كيف تجاوزتم الفقد، كيف كسرتم قيد الإكتئاب وشعرتم أنه أخيرًا قد صرتم بخير ؟