منذ ثلاث سنوات مضت اعتدت ان اقرأ القرآن للتدبر و الغوص في زوايا آياته وحروفه، بعض آياته كانت  تثير فضولي لمعناها كما كانت بعض الآيات تغير متاهات ادراكي بالكامل،، ولكن كان الفضول الاقوى دائما يلازمني في الآيات التي تحمل ادعية الأنبياء عليهم السلام،، ولم يكن فضولا فقط بقدر ما كان شعوراً يربطني بالحب تجاه الآيات المتشابهة

و كان سؤالي الدائم،، كيف لنبي كرمه الله ووضع بين يديه ما وضع بأن يطلب اموراً طبيعية كما نطلب نحن بتواضع و خفة و بساطة احلامنا!!!

و ما كان يزيد دهشتي طلب الأنبياء لأموراً دنيوية تزامناً مع طلبهم المغفرة و الخلود المكرّم بالآخرة!!! 

فكيف لمن ملك ما ملك ان يطلب ذرية من الله 

و كيف لمن ملك ما ملك ان يطلب ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده 

و كيف لمن ملك ما ملك و ضمن مكانته دنيا وآخره أن يرفع كفيّه داعياً طالباً أمراً دنيوياً باهتاً؟  ألم ينبغي عليه أن يجلس مطمئناً يؤدي رسالته ويرحل؟!

و سؤالي الذي اخذ النصيب الأكبر في تفرعات عقلي 

كيف لمن وُعد بالآخرة دار القرار أن يطلب منزلة او أمراً دنيوي

أليست هذه الدنيا التي اخبرونا عنها لا تساوي عند الله جناح بعوضه 

أو لم تكن هذه الدنيا التي اخبرونا عن مكوثنا القصير فيها 

او لم تكن هذه الدنيا التي حدثونا عن غرورها وانها تهلك من تعلق بها 

أو لم تكن هذه الدنيا التي اخبرونا عنها بأنها دنيا و ليست جنه و لا نملك منها ما نتمنى 

و السؤال الأكبر و الأشمل و الاقوى بأي حق وضعوا ستارً حاجزاً مقيتاً بين دعواتنا وامنياتنا حتى وان بدت مستحيله و بين خالقنا القادر الجبار 

و بأي حق زُرع في عقولنا بأننا في مرحلة الدعاء نحن أمام خيارين لا ثالث لهما إمّا طلباً لنعيم الآخرة ودار القرار 

و إما ان نتجبر و نتعالى و نتفاخر (بمنظورهم المحدود)

و نطالب بنعيم الدنيا 

.. 

فقد رأيت شخصياً بأن الله وضع ادعية الأنبياء الكرام وادعية السلف في كتابه الكريم إشارة لنا بأن نطلب من الكريم الرحيم ما نطلب 

و إشارة أخرى بأن الحياة الدنيا حتى وان باتت مؤقته فإننا نعيش بها و وجب علينا الخوض بها و اعمارها و العيش حياة كريمة بها 

دون الوصول إلى مرحلة الزهد القاتل الذي لم تذكره آية واحده و لم يذكره صالحاً واحداً ممن رحلوا 

.. 

ف اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار و هب لنا من نعيم الدنيا والآخرة حتى نرضى ❤️