لم أندم على شيء في حياتي مثلما ندمت على تفريطي في لحظات نادرة ، لم أفكر حينها، كنت آوي لحضن جدتي ،أقضي فيها ساعات طويلة استمع لحكاياتها، أحداث من الماضي كانت تروى بحكمة آسرة وبلسان فصيح ..أحاول الآن أن أغوص في ذكرياتي لعلي استشف منها بقايا من كنوز ..رحمك الله جدتي وجعل الجنة مثواك.
حكايات جدتي كانت وثائق تاريخية
من منا لم يمر بهذه المرحلة، من منا لا يحفظ حكايات جدته، فهي جزء مهم ومؤثر بطفولتنا.
وحتى إن لم نتذكر الحكايات فالدروس المستفادة منها محفورة بعقولنا، وتمثل جزء كبير من هويتنا.
لقد ذكّرتيني بكتاب رائع للأستاذة سهير القلماوي، وهو أول كتاب قرأته في حياته. عنوان الكتاب أحاديث جدّتي، ويتحدث عن مجموعة من القصص والنقاشات والذكريات بين سهير القلماوي وجدتها، وقد صاغت المحتوى بطريقة شيقة ولطيفة للغاية، أخاذة من جهة الذاكرة والحنين والذكريات، ومتخمة بوجهات النظر والاختلافات الجيلية المتعددة. أنصحك بقراءته، سوف يعيد إليك حنينًا من قصص جدتك مسببًا سعادة كبيرة.
لذلك على المرء أن يعيش كلّ لحظة مع مَن يحب على أنّها آخر لحظة معه، فيُغلّب الصفح على الانتقام، والإحسان على الإساءة، والشكر على العتاب .. رحم الله جدتك الجميلة كما أسأله أن يرحم جدي وجدتي لأمي وجدي وجدتي لأبي، أولئك الأشخاص هم عِتق وأصالة وتاريخ ودفء ، فلا أحد يشبههم
رحم الله جدتك يا ليلي.. أتمنى أن تكون الأن في مكان أفضل
الندم لن يغير شيئا.. لكن سيتعبك ويثقل كاهلك بالأحمال.. كلما تذكرت جدتك وندمت على عدم استثمار وقتك معها، ادعي لها.. واستثمري وقت الندم مع أحبائك الموجودين الأن..
أدام الله عليكم جميعا نعمة الصحة ورزقكم طول العمر
ماذا لو كانت حكايات جدتك مثل حكايات جدتي؟
جدتي هجرت من فلسطين من قرية حمامة في عمر الخامسة عشرة، وهي تعرف كل زاوية وتحفظ كل الأماكن والبيوت والبيارات، وكم من مرة جلسنا معها لتحدثنا عن وصف بيت المختار الذي كان يقع على التلة، وبين بئر الماء الذي يشرب منه كل أهل البلدة.
وكم مرة جلست تعيد وتزيد لنا حكايا الشاطر حسن، والبقرة الصفراء، وعقلة الأصبع..
إني وأنا أكتب هذا التعليق أكاد أسمع صوتها في أذني وهي تحكي لنا، رحمها الله ووسع قبرها ورفع عنها سيئاتها.
رحمة الله على جدتك ليلى، حقا قصص الأجداد ليس بالعادية، وإنما هي إستثنائية تحمل بين تفاصيلها العبر والحكم المستفادة من الحياة.
شخصيا، لم أعايش هذه التجربة مع جدتي كونها فارقت الحياة وانا لازت صغيرة وقتها، لكن دعيني أخبرك، لو شعرت يوما بالحنين لتلك القصص التي تتذكرين البعض منها فقط، ومع ذلك حاولي بكل قوتك أن تتمسكي بها وتحتفضي بتفاصيلها.
رحم الله جدتك ليلى، حقيقًة نحن لا ندرك قيمة الشخص إلا بعد افتقاده للأسف. اللحظات الجميلة التي نقضيها مع من هو بالقرب سنشتاق لها مستقبلًا، سنشتاق إلى الجلوس مع هؤلاء الأشخاص والذين نكن لهم كل المودة، سنشتاق إلى أحاديثهم وقصصهم ونصائحهم والافصاح بما يجول في قلوبنا لهم في يوم قد لانجد شخص يسمع لنا ولهمومنا. أنصحك عزيزتي بأن تقضي لحظات جميلة مع عائلتك وخاصة أمك وأبيك.
التعليقات