لطالما كنت شخصًا منطقيًا، لا أؤمن بالخرافات ولا أصدق القصص الغريبة التي تُروى على ألسنة الناس. لكن ما حدث معي في تلك الليلة جعلني أعيد النظر في كل شيء…
كانت ليلة عادية تمامًا، أنهيت عملي، أطفأت الأضواء، وذهبت إلى سريري كما أفعل كل يوم. لم يكن هناك شيء غير طبيعي، لا أصوات غريبة، لا إحساس بعدم الارتياح… فقط هدوء تام.
استغرقت في النوم بسرعة، لكن في منتصف الليل، استيقظت فجأة… دون سبب واضح. لم يكن هناك صوت أيقظني، لم يكن هناك حلم مزعج، فقط إحساس غريب بأن شيئًا ما لم يكن على ما يرام.
فتحت عيني، الظلام كان يخيم على الغرفة، كل شيء بدا كما هو. لكن شعورًا داخليًا كان يخبرني أن هناك تفصيلة صغيرة… خاطئة. لم أستطع تحديدها فورًا، لكنني شعرت بعدم الارتياح.
بهدوء، مددت يدي إلى طاولة السرير، أضأت المصباح الصغير، ونظرت حولي. وهنا… رأيته.
على الطاولة بجانبي، كان هناك شيء لم أضعه هناك. شيء لا ينتمي إلى هذه الغرفة، بل لا ينتمي إلى حياتي كلها. كان مجرد ورقة صغيرة، لكنها لم تكن فارغة.
بيدين مرتجفتين، التقطتها ونظرت إليها عن قرب. كانت هناك جملة مكتوبة بخط لا أعرفه، بلغة لم أتعرف عليها فورًا. شعرت بقشعريرة باردة تسري في جسدي، لم أكن أتذكر أنني رأيت هذه الورقة من قبل، ولم يكن هناك أي تفسير منطقي لكيفية وصولها إلى هنا.
عندما قلبت الورقة على وجهها الآخر، وجدت شيئًا جعلني أشعر بجمود تام. كان هناك اسمي مكتوبًا… لكنني لم أكتبه.
في تلك اللحظة، شعرت أن الغرفة أصبحت أصغر، أنفاسي أصبحت ثقيلة، وعقلي بدأ يطرح أسئلة لم أكن مستعدًا لإجاباتها. كيف وصلت هذه الورقة إلى هنا؟ من كتبها؟ ولماذا؟ هل كان مجرد وهم؟ أم أن هناك شيئًا آخر… يراقبني؟
ثم، و في تلك اللحظه....
التعليقات