تجرأتُ على أستاذي في الثانوية، فتلقيت الدرس


التعليقات

أعجبني ما بدر من معلمك عندما اعترف بالخطأ وصحح المعلومة، فهو لم يتجاهل الأمر أو حتى يتشبت بمعلومته الخاطئة، إذا هذا الشخص بعيد كل البعد عن الأنا الهشة التي يعاني منها البعض.

ما قام به الناس مع النابغة الذبياني وجلبهم لمغنية لتصحيح الخطأ هو فن معالجة الأخطاء، فللأسف نحن نفتقد هذا الفن، تجدي عزيزتي أننا نفتش عن كل معلومة يقولها الشخص، وعندما يخطيء نقدم رأينا بشكل سلبي وهذا ما يؤثر عليه ، و ويجعله يلجأ إلى الحيل او الدفاعات النفسية.

يمكننا أن نصحح الخطأ وفق قواعد وأداب معينة، فمثلًا لو قُدّم تصحيح الخطأ على انفراد، بحيث نزيل الغشاوة عن عين المخطيء بعيدًا عن أعين الناس مع استخدام كلمات لطيفة حتى لا تهتز ثقة المخطيء في نفسه، أو أن نتبع الاسلوب الذي أُتبع مع الشاعر الذبياني؛ لكان أفضل.

تهويل الخطأ يقع في الكثيرين وكأنه ارتكب جريمة، مع أن جميعًا يخطيء.

أهم شي في حال أردنا تصحيح الخطأ للاخرين أن نضع أنفسنا مكان المخطيء، هنا يمكننا معرفة كيفية تقديم تصحيح الخطأ بشكل لطيف.

لكن لم أجد بأسلوبك أي تجاوز أو خطىء، ومن الطبيعي أن تناقشيه خاصة أن أسلوبك كان مهذبا فاستخدمتي الأسلوب الاستفهامي أليس كرواتيا، وليس الجزم ولا أجد بذلك أي حرج يقع على المدرس.

أما الأسلوب المستخدم مع الشاعر هم أرادوا أن يدرك خطئه ويسعى لتعديله دون أن يشير إليه أحد وهذه أحد الطرق لمعالجة الأخطاء والتي لا أجدها تختلف كثيرا عن طريقتك.

اعجبني جدًا رد معلمك يا عزيزتي فهو تنبه لخطأه وفعلًا قام بتصحيحه، وهذا إن دل على شئ يدل على نفسية في منتهى الحكمة والاتزان، شخص آخر كان من الممكن أن ينهرك لأنك قمت بالتصحيح له فقط. اتذكر أنني رأيت أحدهم يصفع ابنة أخته لأنها صححت لها شيئًا ... أنت محظوظة بمعلمك.

أما عنك أنت فأنت هنا عزيزتي في موقف لا هو سئ ولا هو جيد فلا تلومي نفسك أبدًا، إن أردت تصحيحًا لأحدهم فيما بعد فقولي له بينك وبينه في المرات القادمة ... هذا من باب الاحسان، لكن التصحيح على الملأ في خطأ علمي لا يعد فضيحة عزيزتي لأنها ليست شأنًا شخصيًا.

شخص آخر كان من الممكن أن ينهرك لأنك قمت بالتصحيح له فقط. 

تذكرت معلمي في الفيزياء، لو تحدث أحد بكلمة واحدة كان يُطرد من الدرس دون رجوع مرة أخرى

ولو حدثه عن خطأ في حل السؤال، كان يسمع بعض الألفاظ المسيئة

ومع ذلك فقد كانت غرفته تمتلىء بالطلاب من أماكن بعيدة جدًا عن بلدته، فقد كان مميزًا في شرحه لا أنكر هذا

ولكن لم أتحمل الوضع وتركته، لم أستطع الصبر على المعاملة السيئة في سبيل العلم.

اعتقد أنه لم تكن شخصيتي قوية مثلك شيماء حينما كنت في الثانوية، كنت اخضع فعلًا لفكرة قوة المدرس أو المعلم الذي امامي، لذا كان من الممكن أن تجديني في اولئك المكتظين هناك عندما كنت صغيرة

أبدي إعجابي بشجاعتك من جهة وحماسك لتصحيح المعلومة للمعلّم ولعامة المستمعين، وتعجبني من جهة أخرى ردة فعل المعلم، حيث أنها ردة فعل لا تصدر إلى من شخص واثق بنفسه، يراعي ضميره ويعمل على نقل الأساليب الاجتماعية الصحيحة والمحتذى بها عن طريق التجربة والفعل، لا بالقول فقط. نقل المعلومة أو المنهج بالتجربة هو الطريقة الأسمى والأذكى في تعليم المعلومة أو الطريقة، حيث أنه لا يكتفي بتصنّع الحكاية والكلمة، وإنما يعمل أيضًا على العمل بها ونقلها كتجربة عينية لطلاب.

تعديل: في أثناء كتابتي للمساهمة ركزت على الموقف نفسه ونسيت المعلومة الصحيحة، فعدلتها، العالم "نيكولا تيسلا" صربي وليس كرواتيا، لكن تعديلي على الأستاذ وقتها كان صحيحا لأني كنت قد شاهدت الفيلم الوثائقي عنه قبل الحصة بشهر تقريبا، أما هذا المقال فكتبته بالأمس بعد ثلاث سنوات ونسيت الفيزياء حاليا لتخصصي في اللغة العربية. تحياتي🌹🌹


قصص وتجارب شخصية

شارك كل ما يحدث معك من قصص وتجارب حياتية مفيدة، واقعية، وغير منقولة. مشاركتك هذه قد تلهم الآخرين، وتنقذ حياة شخص ما.

77.1 ألف متابع