حب الذات

حب الذات هو ان تكون متصالح وراضي عن نفسك في كل وقت وحين ..

اتعرفين شعور ان تخطأ لكنك لا تأنب نفسك وكأنها نهاية الدنيا ...بل العكس تتصالح مع هذا الخطأ ، تشرح اسباب الوقوع ، تحاول النهوض لانك تعرف ان لا أحد جدير ان يساعدك كنفسك .

حب الذات مصطلح عميق جدا جدا ، قد يفهمه البعض على انه انانية مطلقة ، لكن من يقرأ في هذا المجال يفهم أنه لتعطي غيرك لا بد ان تكون قادر على اعطاء نفسك.

تعرفين سارة ؛ اعرف امهات ، احداهن كانت تقول لي ، انا احرم نفسي من ارتداء ثوب جديد لمدة شهور ، لكي اوفر لبناتي مصروف ، ولكي احضر كل شيء يرغبن به دون ان يشعرن بأني مقصرة .

السؤال هنا ، ماذا عنها هي ؟ هل من الطبيعي ان تكون مقصرة في حق ذاتها ،لكن مع فتياتها تحضر له كل شيء ، لكي تكون هي الام الخارقة البطلة ،...

هذا مؤسف احيانا ، نطبق فكرة ان تكون شمعة تحترق من اجل الاخرين ، ماذا عن شعورنا نحن ، ماذا عن الاهتمام بأنفسنا؟

أم تدخل لمحل ملابس تتذكر ما ينقص جميع ابنائها من اصغرهم لأكبرهم ، لكنها لا تستطيع تذكر ما تحتاجه هي ..شيء جدا مؤسف ان تكون أنفسنا في المرتبة الثانية بعد الاخرين ، عندما تفهم أولوياتك في الحياة وأن الاخر لا يمكن له ان يكون في اول اولوياتك ، ستعرف ان الواقع يختلف جدا.

دكتور عبد الرحمن ذاكر يشرح في محاضرات مطولة (من هو الاخر ؟ ) (ترتيب الاخر في حياتنا ) هذه المحاضرات يركز فيها على اننا تهمنا ثلاث محاور اساسية في الحياة ( الله ، أنا ، الاخر ) وهذا هو الترتيب الصحيح لها ، إن اختل هذا الترتيب تختل حياتك معه.

دعني اخبرك اننا لطالما نركز على محور من هذه المحاور فتصبح حياتنا جحيم ، او اننا لا نحسن ترتيبها فأيضا تجعلنا في حالة عدم توازن مستمر .

من الجيد أن نرسم طريقاً لتعريف وفهم المصطلحات بأنفسنا، الفرق بين الفهم الذي نقرأه في الكتب وبين ما نختبره من خلال التجارب في حياتنا فرق جوهري ومهم جداً.

لأننا نكون أكثر تركيزاً وإيماناً بأي حكمة مقولة كتاب مصطلح إن عايشناه واقعياً ووجدناه يتجسد أمام أعيننا في أمثلة حيّة نستطيع من خلالها أن نلمس الفائدة من عدمها.

في مرة قرأت أنه لن تبقى على مبدأ واحد من مبادئك إن عايشتها من خلال التجارب وكانت المقولة مؤرقة لي جداً وحاولت نسيانها لكن مع الوقت اكتشفت صحتها، إننا نكون أقل إيماناً حين نتبع شيء لمجرد اتباعه ولأنه اعجبنا، وسنكون أكثر تمسكاً وانفتاحاً في عقولنا إن عايشنا هذه الأشياء.

وأعتقد أن هذا ما عكستِه من خلال تجربتك في مصطلح "حب الذات" أنتِ وجدتِ طريقة الخاص في فهمه من خلال ملاحظتك لمدة سنوات، ومن خلال تعرضكِ لأكثر من تجربة جعلتكِ ترفضين الفهم التقليدي للمصطلح حتى في أعرق كتب التنمية البشرية!

وهذه في رأيي هي القيمة الحقيقة التي يكتسبها الفرد كونه يتعلم ويختبر الأمور من حوله كل يوم.

حب الذات في وجهة نظري هو تقبلها ومحاولة إصلاحها دون جلد لها ولوم زائد، فإذا أخطأت أتصالح مع فكرة انني بشر! سأخطئ وأتعلم، هذا هو ما خُلقت عليه، العيب الحقيقي هو ألا أحاول إصلاح هذا الخطأ، فيجب أن أصلح أخطائي بكل شجاعة وأحاول تجنبها فيما بعد، فهذا حب لنفسي.

وحبي لنفسي أيضًا أن أُقدر ما أفعله، فإذا أخرجت عملًا أعجب العميل مثلًا، فقد أعجبه لأنني مجتهدة فعلًا في عملي وليس من باب الصدفة أو بالكاد قد قبله، فالبعض إذا رأي عمل غيره ينبهر بمستواه ويكره نفسه، وإذا أُعجب غيره بعمله يرى أن هذا حدث من باب الصدفة مثلًا أو أن ما يُقال له ما هو إلا مُجاملة، ولكن لا، حبي لنفسي هو أن أُقدر مجهودي وأُقدر أنني مثلي مثل غيري إذا اجتهدت أنجح نتيجة لاجتهادي وتعبي، فيجب عليّ تقدير نفسي كما يجب على غيري أيضًا.

وحبي لنفسي هو أن أحاول تطويرها طوال الوقت، سواء بالكورسات أو بالعمل المستمر، فتطوير نفسي من أهم حقوقها عليّ.

وحبي لنفسي أيضًا أن أُرفه عنها، فأنا أستحق الترفيه.

ومن أحب الجمل إليّ المتعلقة بتقدير الذات: "أحسِن الكلام عن أدائك فأنت الذي صنعته".

أرى أننا أحوج في هذه الأيام لحب ذاتنا ، لكي نعيش حياة جميلة ، وأن نقبل عيوبنا ومميزاتنا ، لا أن ننظر إلى المرآة ونقول لماذا أنني لست جميل ، لماذا أعاني من السمنة أو لماذا لم أعمل هذا وذاك ، دعونا أن نتوقف عن لوم أنفسنا وأن نكون أشخاصًا مُقتنعين بقدراتنا وأن نعالج السلبيات التي نمتلكها ، مثل الشخص الذي يعاني من السمنة ، لماذا لايقوم بممارسة الرياضة وإتباع غذاء صحي حتى يُصبح جسمه رشيق وجميل .

ماذا لو تصالحنا مع أنفسنا و ألا نقارن أنفسنا بالأخرين ، قد يقول البعض أن حب الذات هي الأنانية بحد ذاتها ، للأسف هذا الظن خاطيء ، لابد أن نحب أنفسنا ومن ثم نحب الأخرين ، كما نساعد أنفسنا ونساعد الأخرين .

حب الذات هو ان تسعى لتطوير مهاراتك وان لا تلعب دور الضحية وتسقط فشلك على الاخرين وعلى المجتمع

أعتقد أنكِ لخّصتِ حب الذات في هذه الجملة.

لا يتعلّق حب الذات بمكافأتها بالهدايا أو إكثار الثناء عليها أمام المرآة، إنما هو متعلّق بكيف تزرع في عقول الآخرين فكرةً عنك، وكيف سيذكرك الآخرون في غيابك انطلاقًا من أفعالك.

حب الذات مرتبط بتقديسك للأولويات وترتيبها وكيفية تقديرك للآخرين.

في نظري، أسير على قاعدة جوهرية مفادها: "تقديري لنفسي ينعكس من تقديري للآخرين" وحب الذات يزداد كلّما رأيت أني محبوبة في عيوب الآخرين ولي تقديري واحترامي بينهم.

متى ما كنت تشعر براحة نفسية فانت تعطي الاولوية لنفسك وتحبها وايضا ان تكون صارم معها لطرد اي ملذات مؤقتة تسبب خسارتك لامور اكثر اهمية كما تفضلتم

اما مدربي التنمية البشرية فيمكنك اخذهم ورميهم في اقرب حاوية :)

للأسف هناك اخطاء كثيرة فى التربية و ابرزها المفهوم الخاطئ عن حب الذات الذى تربيا على إنه انانية و يجب ان تفضل غيرك عن نفسك دائما . و بالرغم من ان الإنسان يخلق أنانيا بالفطرة و لكن المفاهيم الخاطئة بالمجتمع تدفعه لنبذ هذه الأنانية "المحمودة" . و اليوم نحاول ان نصلح ما افسدته التربية الخاطئة و نستعيد المعنى الحقيقى لحب الذات . و ان التضحية لا يجب ان تكون على حساب نفسك ابدا مهما كان السبب.

كلامك هذا قد سمعته من إحدى مدربات الlife coaching و كيف ان هذا المفهوم قد احدث تغييرا كبيرا فى حياتها.

اتمنى ان يعى الجميع هذا الأمر و يستخدموه بشكل صحيح حتى تستقيم حياتهم.

حب الذات هذا الاسم الجميل الي ممكن يغير حياتنا للحسن ، حب الذات بالنسبة لي هو مزيج من الحب والتقبل والامتنان لما نبدا نحب انفسنا ونتقبل عيوبنا ونقاط ضعفنا ومميزاتنا بالتالي حنكون خطينا خطوة كبيرة في حبنا لنفسنا ، عندها سنبدا بتطوير نفسنا خطوة خطوة في صحتنا النفسية والجسدية بكل استشعار للاستحقاق لأنفسنا ، وعندما نمتن لكل صغيرة وكبيرة ونستشعر الامتنان وشكر الله تعالى بنية انه (( إن شكرتم لأزيدنكم )) ، عندما تبدا تحب نفسك ستبدا بالبحث اكتر واكتر عن الاشياء التي تطورك للأفضل وستظهر لك مشاكل في نفسك وستسعى لحلها بكل حب لنفسك لانك اصبحت تعلم انك تستحق ، وستصبح او تصبحين اكثر عيش واستشعار للحظة وستحرص دائما على مسامحة نفسك على الماضي بكل لطف وحب وستؤمن ان المستقبل بيد الله وانت اثمن ما لديك مو لحضتك ، وعندها سيبدأ الناس بملاحظة تحسنك وستبدأ بملاحظة انك اصبحت محبوب لانك سقيت الحب لنفسك اذا ستسقى بالحب من الناس " ستسقى بما سقيت " واختم ( تذكر دائما انك دائما لديك حرية الاختيار لنفسك في الحياة فأحسن إختيارك ) 🕊❤