في عام ٢٠٠٣الى٢٠١٠ لاحظت بان حياتي كانت روتينية وعادية جدا حتى الاكل كان روتيني ولكن كنت اعتبر نفسي اسعد خلق الله وكنت اي شي اتمناه احصل عليه بسهولة اما الان العكس تماما والموضوع هذا بدا معي منذ عام٢٠١٤ اصبحت ادقق على كل شيء واركز على كل شيء واي كلمة اتاثر بها.ولازلت اتذكر هذا اليوم في عام٢٠١٤عندما كنت في المرحلة الاخيرة من الثانوية العامة وكنت اجلس في ساحة المدرسة وبعدها احدى صديقاتي قالت صدقيني ماهو مقدر لك سيحدث غصبا عنك حتى وان كنتي لاتريدينه وبعد ان قالت لي الكلمة هذه دخلت بفترة اكتئاب استمرت عدة اشهر وكنت لااتحدث مع هذه الصديقة .الذي اود توصيلة هو لماذا بعد وصولي لمرحلة الثانوية الاخيرة اصبحت انسانه اخرى اصبحت لااثق باحد واصبحت ادقق على كل شيء واصبحت اخد الامور بشكل جدي زيادة عن اللزوم.وايضا لاحظت خلال الفترة هذه حقيقة الناس حولي وكيف يكرهون بعضهم البعض لاادري هل لاانني بالسابق كنت مركزة على نفسي فقط لهذا لم اكن اهتم ام لان مرحلة الثانوية مرحلة مصيرية جعلتني افكر بكل شيء؟؟؟لماذا بعد هذه المرحلة اصبحت اشعر بانني انسانه اخرى؟
ما الذي حدث لي؟
في الحقيقة مرحلة الثانوية هي مرحلة نقلية ، تختلف حياتك بعدها 180 درجة ، نحن ما قبل الثانوية نعيش في بيئة محددة ومع اشخاص محددين نشعر بالامان المطلق نظرا لوجود اشخاص نعرفهم من سنين معنا وهؤلاء الاشخاص يشابهونا ، الاختلافات بيننا بسيطه للغاية
بعد هذا نتقل لمرحلة الجامعة او حتى العمل ، لتختلف حياتنا وتختلف نوعية الاشخاص الذين نقابلهم ، فتجد انك اصبحت في صدمة من هذا المجتمع الجديد ، اشخاص من بيئات مختلفة ، يحملون مبادئ مختلفة ، افكارهم قد تناقدك جدا
ستشعر انك تهرب...هرب من مواجهة هؤلاء الناس، ستشعر برغبة كبيرة ان تبقى في منطقة الامان الخاصة بك مع اهلك واصدقاءك ومدرستك .. لا تريدين اكثر من هذا
لكن الواقع ان تحديات الحياة اكبر من هذا بكثير ، لك مع كل مرحلة ستتعرفين على شخص جديد في داخلك ، يحتاج ان يتعلم الف باء الحياة من جديد
يتغير تفكير الجميع سواء سلبي أو ايجابي من فترة لأخرى ومن تجربة لأخرى، وفي حال لم نتغير أبدا سنقع في مشكلة، لأن المجتمع والظروف والحياة بأكملها تتغير حولنا.
لماذا بعد هذه المرحلة اصبحت اشعر بانني انسانه اخرى؟
قد يرجع هذا لعدة أسباب ربما لأنك مررتي بتجارب، ربما لأن المسؤوليات أصبحت أكثر وأكبر بعد هذه المرحلة، يمكنك التفكير مليا في العوامل التي جعلتك تتغيرين لكي تحتفظي بالايجابي وترمي السلبي.
مرحلة الثانوية هي مرحلة كلها ضغوط وتعب نفسي لانها هي المرحلة الفاصلة بينها وبين الجامعة... لقد حدث معي نفس قصتك ولكن بعد الثانوية العامة بعد ظهور النتائج قد قامت باختلاق مشاكل حنى تبتعد عني بعد ان حصلت على نتيجة اعلى منها... واصبحت عندي مشكلة الثقة مشكلة كبيرة ما عدت اثق باحد ولكن في مرحلة الجامعة قد تأقلمت وحصلت على الكثير من الصداقات الرائعة التي انستني كل ما حدث... ربما هذه الفترة لانه يكون هناك تنافس على العلامات وهناك حقد بين الطلاب للحصول على اعلى المراتب هذه المشكلة واردة في هذه الفترة.
لو تعلمين سارة كم اختلفنا منذ ذلك الحين، لم يبقى أحد على حاله، كل فترة تأخذ معها أمراً ما وتترك مكانه أموراً كثيرة، والمرحلة الثانوية بها تعلمين أن كل تعاملاتك السابقة التي وإن بُنيت على أمر ما قد تكون خاطئة وبرئية بشكل مبالغ به.
وبعد أن ندخل في مرحلة أخرى نكون فيها على استعداد لتعلم المزيد نجد بالفعل التغيير الذي يضيف لنا المزيد من الحكمة في التصرفات والرزانة في التفكير والوعي في التصرف.
في الحقيقة سارة لا أعلم الموقف الذي جعلكِ تتأثرين بهذا الشكل حين قالت صديقتك أن ما هو مقدر لكِ سيحدث، لكن في الكثير من الأحيان هذه الأقدار ما هي إلا اختياراتنا، ما اخترناه مهما كان بسيطاً يفتح أمامنا الطريق أو يغلقه.
مشكلة الثقة أيضاً شيء طبيعي، كلما زاد وعينا وزاد فهمنا نتمسك بأُناس قلة من حولنا، نرى أنفسنا فيهم ونحاول الدخول إلى عالمهم بشكلٍ آمن دون التعرض للخذلان لاحقاً وهذا مصدر قوة، بل مصدر القوة كلها، لأننا في هذا الوعي نفرض وجود أشخاص يشبهوننا ويبادلونا النية الطيبة ووجود عكس ذلك سيشكل ضغط كبير.
لماذا بعد هذه المرحلة اصبحت اشعر بانني انسانه اخرى؟
ربما لأننا بالفعل نختلف، نحتاج لأن نلمس هذا الاختلاف كي نرى تطور شخصياتنا، لا بد من الاختلاف كل سنة عن أخرى بل كل وقت عن الآخر، حين تجدين الأمور تختلف من حولك هذا يعني أنكِ تعيشين بالفعل!
ليست كل مراحلنا العمرية متشابهة ، ربما ما بعد المرحلة العمرية نكون قد تعرفنا على واقع الحياء بشكل أنضج ، المسؤولية تكبر ، الأصدقاء يختلفون ، نظرتنا للحياة تختلف ، قد نقلق من كل شيء قد يقابلنا في الحياة .
لماذا بعد هذه المرحلة اصبحت اشعر بانني انسانه اخرى؟
صديقيني ياسارة لست أنت لوحدك ، أنا أيضًا والكثير إختلفت نظرته تجاه نفسي ، لذلك لاداعي للقلق
لا تسمحي للشك بالتسلل لقلبكِ ، كونيلا تسمحي للشك ، كوني واثقة من نفسكِ وقدراتكِ ، حاولي أن تنظري للحياة بتفاؤل والرضا والقناعة ، وتأكدي أن الحياة تختلف والناس يختلفون من حولنا .
أعتقد كل ما تمرين به له علاقة بالنضوج العقلي. تفتّح عقلك على البيئة حولك تدفعه للتساؤل الدقيق، وعدم الحصول على إجابات لتساؤلاتك تُصيبك بحالة من الحزن والاكتئاب.
النضوج والشعور بصعوبة الحصول على مرادك من الأسباب التي تُصيبك بصدمة معنوية إن كان الأمر يسير عكس هواك.
لا أجد قلقًا في ذلك، لكن تحتاجين إلى محفّزات في حياتك وإشغال نفسك بأمور تستمتعين بها.
والأهم من ذلك، عليكٍ الإيمان بأنها مجرد مرحلة وستمر، أنتٍ الآن في مرحلة انتقالية من الاعتماد على الأهل إلى الاعتماد على الذات في العديد من نواحي حياتك.
كل شيء سيكون أفضل إن آمنتِ بذلك
التعليقات