أمر محيّر جدًا نعيشه كرواد أعمال، هو هذا التناقض الذي يصفعنا كل يوم.

في الصباح، نقرأ خبرًا يجعلنا نشعر أننا على قمة العالم، وأن المستحيل ممكن. ثم في المساء، نقرأ إحصائية أخرى تجعلنا نشك في كل خطوة أقدمنا عليها، ونتساءل إن كنا مجرد أشخاص واهمين يطاردون سرابًا من الأحلام؟

هذا ما شعرت به مؤخرًا وأنا أبحث في آخر الأخبار:

  • من جهة، تقرير حديث يخبرنا أنه في النصف الأول من هذا العام وحده، تم إطلاق 43 شركة "يونيكورن" جديدة، أي 43 شركة تجاوز تقييمها المليار دولار!
  • ومن جهة أخرى، هناك تلك الحقيقة القاسية التي نعرفها جميعًا: 90% من الشركات الناشئة تفشل.

هذا التناقض يجعلني أتوقف وأفكر. بدأت أرى المشهد كله كأنه صالة قمار ضخمة ومزينة بالأضواء. وسائل الإعلام والمستثمرون الكبار يعلّقون صور الفائزين بالجوائز الكبرى على الجدران (اليونيكورنز)، لتشجيع المزيد والمزيد من اللاعبين (نحن) على الدخول ووضع كل ما نملك من وقت وجهد ومال على الطاولة، أملًا في أن نكون نحن الفائز القادم.

لا أحد يتحدث عن آلاف اللاعبين الذين يغادرون الصالة كل يوم بصمت، بعد أن خسروا كل شيء.

هذه الثقافة تدفعنا نحن، رواد الأعمال الصغار، إلى التفكير بطريقة خاطئة. تجعلنا نؤمن أن النجاح هو أن تصبح "يونيكورن"، وأن أي شيء أقل من ذلك هو فشل. ننسى أن بناء مشروع مستدام وصغير، ينمو بهدوء ويغطي تكاليفه ويوفر لنا ولعائلاتنا عيشًا كريمًا، هو بحد ذاته نجاح هائل وقصة بطولة تستحق أن تُروى.

(المصادر: خبر اليونيكورن من تقرير لـ Visual Capitalist يستند إلى بيانات PitchBook. أما حقيقة الفشل فهي إحصائية معروفة تؤكدها مصادر ومؤسسات عديدة مثل GoDaddy وغيرها).

وهنا السؤال الحقيقي لكم، والذي أسأله لنفسي كل يوم:

كيف يمكننا أن نكون وسطا بين هذه التناقضات؟ هل يجب علينا كلنا أن نسعى لنكون "اليونيكرون" التالية؟ أم أن الحكمة تكمن في تجاهل هذه القصص، والتركيز على بناء شيء حقيقي ومستدام؟

شاركونا فلسفتكم في هذه اللعبة.

المصادر:

مصدر خبر الـ 43 يونيكورن الجديدة:

مصدر إحصائية فشل 90% من الشركات الناشئة: