لعل أصعب مرحلة نمر بها حالياً في رحلتنا مع esooq، هي تلك المرحلة التي تُعرف بـ"منحنى وادي الموت"، حيث تحتاج الشركة لضخ الأموال للبقاء والنمو، لكنها لم تصل بعد للربحية التي تجعلها قوية بما يكفي لتصرف على نفسها إن صح التعبير! في هذه المرحلة، يكون البحث عن استثمار هو طوق النجاة.

لكن وبينما نحن نعيش هذا التحدي، يأتي خبر مقلق، وكأن الواقع يصر على تأكيد أن المهمة تزداد صعوبة.

الخبر، الذي ورد في تقارير إخبارية مؤخرًا، يقول إن تمويل الشركات الناشئة في منطقتنا (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) تراجع بنسبة حادة بلغت 82% خلال شهر يونيو (جوان) الماضي، و55% مقارنة بيونيو من العام الماضي.

والأكثر قلقًا، أن المستثمرين أصبحوا أكثر حذرًا، حيث جاء 40% من التمويل القليل المتاح على شكل "تمويل بالدين".

ولنبسط معنى هذا التحول، لأنه يغير قواعد اللعبة تمامًا:

التمول المعروف في مجال الشركات الناشئة هو تمويل "المستثمر الجريء"، أي شريك يؤمن بحلمك، فيعطيك المال مقابل حصة في الشركة، ويغامر معك أملًا في نجاح كبير لكليكما.

أما "التمويل بالدين"، يعني أن جهة التمويل تقرضك المال، وتنتظر منك سداده مع الفوائد في وقت محدد، سواء نجحت شركتك أو أفلست. أي أن هذا المستثمر ليس "شريكا في الحلم" وإنما هو "دائن ينتظر أمواله" (وهي طريقة لا أنصح بها إطلاقا لأنها قد تكون ربوية، وحتى إذا لم تكن ربوية الدين هو مخاطرة كبيرة في الشركات الناشئة)

بهذه الطريقة: يصبح الضغط الآن ليس فقط على النمو، بل على تحقيق الربحية لسداد الديون.

(المصدر: تقرير نشرته "العربية" و "Fintechnews" وغيرها من المنصات المتخصصة حول تمويل الشركات الناشئة لشهر يونيو 2025).

https://www.alarabiya.net/a...

هذا التحول يضعنا أمام أسئلة استراتيجية مصيرية:

كيف يجب على الشركات الناشئة، خاصة التي في مراحلها الأولى، أن تتكيف مع هذا "الجفاف التمويلي"؟ هل حان الوقت لنقتل تماما فكرة "النمو السريع" ونركز فقط على "البقاء والربحية" ولو كانت بطيئة؟ وما هي البدائل والخطوات العملية التي يمكننا اتباعها للنجاة في هذه البيئة الجديدة؟