الربح أولاً: هل هي استراتيجية إنقاذ أم خسارة مبكرة ؟

قد تكون غريبة لنا كأفراد، لكن الشركات بالذات الشركات الكبرى اليادية تسير بمنطق أخر، وهو منطق الاستحواذ والتوسع ، المبدأ هو تأكيد استمرار دخول الارباح وتدفق المال بما هي متأكدة من نجاجه ثم بعد ذلك تعمل بما تبقى، والذي سوف تعيد ندويره عادة في منتجات جديدة أو في دراسات التطوير والتحسين، هذه استراتيجية تضمن ألا تنفق كل شيء وينتهها الحال بلا عوائد وارباح مرضية....وهذا ما نجده عن شركة أبل بقوة، التركيز على الربح مبكرًا هي عماية ذكية من بعض الشركات وليس تسرع، بل خطوة مهمة لحماية مشاريعها من الغرق تحت تكاليف يمكن أن تودي بها.

التركيز على الربح في البداية ليست الخطوة الأفضل في رأيي، لأن المدة الأولى لأي مشروع غالبًا ما يكون تركيزها على الدراسة وتحليل النتائج ونجاح الخطوات الأولى له، ولا سيما لو مشروع لخدمة جديدة في السوق، لذلك التركيز في رأيي يكون لبناء استراتيجيات وخطة طويلة المدى عند بدء التربح من المشروع.

من أكبر التحديات التي تواجه المشاريع والشركات هو نقص التدفق النقدي ورأس المال الإجمالي، وفقا لدراسة حديثة.

لذا من خلال اتباع فكرة استخدام أسلوب الربح، يعني أنني سأضبط النفقات والتكاليف وبالتالي استقرار التدفق النقدي. الامر أشبه بمبدأ "ادفع لنفسك أولًا". ومع ذلك قد لا تكون الخيار الامثل لبعض الشركات، لذا الحل هو التنبؤ بالتدفق النقدي.

أعتقد أن التركيز على الربح أولاً قد لا يقلل من جودة العمل إذا تم تطبيقه بحكمة. بالعكس، هو يساعد على تأمين استدامة المشروع ومنع الغرق المالي. ضمان الربح من البداية يعني أن لديك قاعدة مالية قوية تمكنك من التعامل مع المصاريف دون الحاجة للتضحية بالجودة. إذا تم استثمار الربح بحذر في تحسين العمل وتطويره، يمكن أن يكون سبباً في النجاح المستدام بدلاً من التوسع غير المدروس الذي قد يؤدي إلى المخاطرة بالفشل لاحقاً.