السمعة تساوي الملايين في عالم تسويقي يعج بالمنافسة الشرسة, لذلك تنقسم الشركات في تعاملها مع الأخطاء إلى فريقين, الأول يتبنى فكرة الشفافية التامة ويعتبر الاعتراف بالخطأ فرصة لإعادة بناء الثقة، والأخر يرى أن إظهار الأخطاء يُعد تهديد للسمعة وقد يفتح الباب لانتقادات قد تضر بالعلامة التجارية.
مثال قوي على استخدام الاعتراف بالخطأ كأداة تسويقية هو شركة تويوتا. حينما اضطرت للاعتراف بأزمة استدعاء سيارات ضخمة في عام 2009 بسبب مشاكل تتعلق بالفرامل، اختارت الشركة مواجهة المشكلة بشجاعة من خلال تعويض العملاء بشكل مباشر وطرح خطط لتصحيح الوضع. الموقف لم يقتصر على تعزيز الثقة فقط، بل ساعد في تحسين سمعة الشركة وجعل العملاء يشعرون بأنهم جزء من الحل. تويوتا لم تكتفِ بالاعتراف بالخطأ، بل جعلت منه نقطة قوة واستغلتها تسويقياً لبناء علاقة أكثر شفافية مع جمهورها.
على النقيض أبل تقدم مثالًا على التحفظ في الاعتراف بالخطأ. حينما واجهت مشكلة في التحديثات البرمجية التي أثرت على أداء بعض أجهزتها، تمسكت بموقف التبرير ورفضت تحميل نفسها كامل المسؤولية. هذا الخيار أثار الكثير من الجدل بين العملاء الذين شعروا بالإحباط نتيجة غياب الشفافية وافتقادهم للإجابة المباشرة على المشكلة ولكن حافظ على سمعة الشركة وإظهارها فى موقف المُعتذر.
يرى البعض أن الأخطاء قد تكون بالفعل فرص لبناء علاقة أعمق وأكثر مصداقية مع العملاء. فقد يشعر العميل أن الشركة التي تعترف بأخطائها وتعمل على تصحيحها هي أكثر قربًا منه، وهذا في حد ذاته قد يعزز ولاءه.
ومع ذلك هناك من يعتقد أن المخاطرة قد تكون كبيرة. فإظهار الضعف حتى لو تبعه الإصلاح، قد يفتح المجال للانتقادات الحادة من المنافسين، مما يؤدي إلى تراجع في المبيعات أو في ثقة العملاء. فتلجأ الشركات إلى الصمت أو إخفاء الخطأ لضمان الحفاظ على صورتها أمام جمهورها.
فهل تعتقد أن الاعتراف بالخطأ سلاح تسويقي أم مخاطرة غير محسوبة؟
التعليقات