هذه الفكرة ليست جديدة، بل هي القاعدة الذهبية في عالم المال. الشركات الكبرى، المستثمرون المخضرمون، وحتى الحكومات تعتمد على أموال الآخرين لتوسيع أعمالها وتقليل مخاطرها. لكن هل هذا أسلوب استثماري عبقري، أم مجرد طريقة ذكية للهروب من تحمل المسؤولية؟
عندما نقول استثمر بأموال الآخرين، فإننا لا نعني فقط القروض والاستثمارات، بل أيضًا استغلال الموارد المتاحة بأقل تكلفة ممكنة. في وادي السيليكون، تعتمد الشركات الناشئة على رأس المال المغامر، لكن تلجأ الشركات الكبرى إلى الاقتراض لإعادة شراء أسهمها بدلاً من تمويل مشاريعها من أرباحها الخاصة. حتى الحكومات تلجأ إلى الاقتراض، ما يجعل هذا الأسلوب نظامًا عالميًا وليس مجرد استراتيجية فردية.
لكن هنا يأتي الجانب المظلم هل كل من يستثمر بأموال الآخرين قادر على تحمل عواقب الفشل؟
مضاربون يدخلون السوق بأموال البنوك، ويخرجون بأرباح شخصية تاركين المستثمرين في أزمة
مديرون تنفيذيون يستخدمون القروض لرفع قيمة الشركات بشكل مصطنع، ثم يخرجون بأرباح خيالية قبل الانهيار
إذن، استخدام أموال الآخرين ليس دائمًا ذكاءً ماليًا، بل قد يكون مقامرة على حساب الآخرين إذا لم يكن هناك رؤية واضحة وآليات حماية.
الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون هو الاعتقاد بأن استخدام أموال الآخرين يلغي المخاطرة، لكن الحقيقة أنه يحوّلها فقط إلى طرف آخر. المستثمر الذكي لا يركز فقط على كيفية جذب المال، بل على كيفية استثماره بشكل يقلل المخاطر على الجميع.
هل استخدام أموال الآخرين في الاستثمار هو ذكاء مالي مشروع، أم أنه مجرد وسيلة لنقل المخاطر دون مسؤولية حقيقية؟
التعليقات