في أحد اللقاءات حول استراتيجيات التسويق، قال أحد المشاركين: "التسويق هو الكذب المتقن". وقد أثار هذا التصريح الكثير من الجدل بين الحضور. رأى البعض أن هذه المقولة تعكس الواقع في بعض الأحيان، حيث يتم تقديم المنتجات والخدمات بشكل مبالغ فيه، مع التركيز على إيجابياتها وتجاهل عيوبها، مما يجعل المستهلكين يشعرون أنهم حصلوا على وعد لا يتطابق دائمًا مع الحقيقة. من جهة أخرى، اعتبر آخرون أن التسويق هو أداة ضرورية لنقل القيمة المضافة التي توفرها المنتجات للمستهلكين، وأنه لا علاقة له بالكذب طالما أنه يعتمد على حقائق واقعية ولكن يتم تقديمها بأسلوب يجذب الانتباه. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن بعض الحملات التسويقية قد تلامس حدود المبالغة أو الخداع أحيانًا. في أحد الأمثلة الشهيرة، حملات التسويق الخاصة بشركة "نوكيا" قبل سنوات، حيث تم التركيز على قدرات الهواتف التي لم تكن متوافقة تمامًا مع الوصف الدعائي. هذا الحدث يثير التساؤل حول مدى شفافية التسويق وعلاقته بالمبالغة في تقديم المنتجات. وأنت تتفق مع المقولة السابقة أم تختلف معها؟
التسويق هو الكذب المتقن.
"التسويق في جوهره ليس كذبا، بل هو فن إبراز القيمة الحقيقية للمنتج بطريقة جذابة. لكن المشكلة ليست في التسويق ذاته، بل في الأساليب التي قد يستخدمها البعض عند تجاوزه حدود الشفافية والمصداقية. هناك فرق بين الترويج الذكي الذي يبرز نقاط القوة بوضوح، وبين المبالغة التي قد تضلل المستهلك. في النهاية، التسويق الفعال هو ذلك الذي يبني الثقة بين العلامة التجارية والجمهور، لأن النجاح المستدام لا يقوم على الخداع، بل على تقديم وعود يمكن تحقيقها. السؤال الأهم ليس ما إذا كان التسويق كذبا، بل كيف يمكن للشركات أن تضمن الشفافية دون فقدان التأثير؟"
التسويق الفعال هو ذلك الذي يبني الثقة بين العلامة التجارية والجمهور، لأن النجاح المستدام لا يقوم على الخداع،
كلما يفتح أحد أمامي هذا الموضوع أذكره بشركة Open ai عندما روجت للنموذج الخاص بها O1 preview على أنه أبطأ لأنه يفكر في الإجابة لا لأن به عيب كسرت هذه عندي التابوهات الخاصة بالسمعة والثقة. الناس يا صديقي أصبحوا يصدقون الناجح دائما حتى ولو كان لا يقول الحقيقة دائما وهذا يبدو متجليا مع أبل التي أصبحت لا تطور في هواتفها كل عام إلا أشياء غريبة تدعو للسخرية لا حتى للنقاش.
من أكثر العبارات التي تثير الجدل فى عالم التسويق،التسويق فى أساسه ليس خداعاً، بل هو فن توصيل القيمة الحقيقية للمنتج أو الخدمة بطريقة تجذب المستهلك. عندما ترى إعلان لهاتف جديد يركز على الكاميرا لجودها أو البطارية طويلة الأمد، فهذا ليس كذب طالما أن الميزة موجودة بالفعل، لكن قد يتم تقديمها فى أفضل ظروف ممكنة، مما يجعلها تبدو أقوى مما هى عليه فى الاستخدام العادى.
وهنا يأتي الفارق بين التضليل والترويج الذكى ، فالتسويق الأخلاقى يعتمد على إبراز الميزات الحقيقية للمنتج دون تقديم وعود زائفة. مثلما تفعل شركة Apple عندما تركز على تجربة المستخدم بدلاً من الأرقام التقنية، أما التسويق المضلل يستخدم الخداع والمبالغة لبيع منتج لا يفى بوعوده، كما حدث مع بعض الشركات مثل Volkswagen فى فضيحة التلاعب بانبعاثات الديزل حيث روجت سياراتها على أنها صديقة للبيئة، بينما كانت الحقيقة عكس ذلك. الشفافية فى التسويق ليست مجرد أخلاقيات بل هى استراتيجية طويلة الأمد لبناء ثقة العملاء. دراسة أجرتها Nielsen وجدت أن 83% من المستهلكين يثقون فى العلامات التجارية التي تكون صادقة بشأن منتجاتها، حتى لو لم تكن مثالية. إذن التسويق يمكن أن يكون أداة لبناء العلاقات والشفافية، أو سلاحًا للمبالغة والخداع. الفرق يكمن فى كيفية استخدامه هل تبيع منتج بقيمته الحقيقية، أم تبيع وهم
إن أكثر طرق التسويق فعالية هي التسويق عبر الكلمة اللسانية المباشرة، عبر تزكيتي للمنتج إلى صديق أو فرد في العائلة، لهذا فإن الكذب أو الخداع طريقة فاشلة في التسويق.. ربما ستؤدي إلى جذب عملاء في البداية، لكنها ستهز الثقة بين العميل والشركة في النهاية، وستضر بسمعة الشركة.
التعليقات