تصبح القدرة على التكيف السريع مع التغيرات عاملاً حاسمًا لبقاء الشركات ونجاحها. حيث تشير البيانات إلى أن العديد من الشركات التي أعلنت إفلاسها خلال الأزمات الاقتصادية لم تستطع التكيف بسرعة مع الظروف المتغيرة، مما يبرز أهمية المرونة في اتخاذ القرارات.

على سبيل المثال، أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا ارتفاع حالات الإفلاس بنسبة 22.9% خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2024 مقارنة بالشهر ذاته من عام 2023.

هذا الارتفاع يعكس تأثير الأزمات الاقتصادية على الشركات التي لم تتمكن من التكيف مع التحديات المستجدة.

مع ذلك ,تجربة Airbnb خلال جائحة كوفيد-19 مثال حيّ على قوة المرونة. عندما توقف السفر العالمي، لم تستمر الشركة في التركيز على حجوزات المنازل فقط، بل أطلقت خدمات مثل التجارب الافتراضية وجولات عبر الإنترنت. هذا التكيف السريع لم ينقذ الشركة من الانهيار فحسب، بل فتح أبواب جديدة للإيرادات. على النقيض، شركات مثل Toys "R" Us عانت من الجمود، وتمسكت بنموذجها التقليدي رغم التغيرات الهائلة في سلوك المستهلك، مما أدى إلى إفلاسها.

تجربة Kodak، التي بقيت متمسكة بنموذجها التقليدي للتصوير الفوتوغرافي رغم صعود التكنولوجيا الرقمية. رفضت الشركة التكيف مع موجة التغيير، والنتيجة خروجها من السوق بعد أن كانت رائدة في مجالها لعقود.

بعض الشركات التي تسعى للتكيف السريع تُضحّي بخططها طويلة الأمد، مما يؤدي إلى فقدان الاتجاه الاستراتيجي. مثال ذلك شركة We Work، التي توسعت بسرعة غير محسوبة في أسواق جديدة، ما أدى إلى أزمة مالية كادت تعصف بها.

إذن، يبقى السؤال كيف يمكن للإدارة تحقيق التوازن بين المرونة والتمسك بخطة معينة؟