كان لدي عدة مبادرات متعلقة بالكتب، مثل التوصيل المجاني على نطاق واسع جدا شمل القاهرة الكبرى، ومثل عرض الـ 100 كتاب بـ 100 ج، والعديد من العناوين تختارها بنفسك ضمن هذا العرض، ومثل توفير أي كتاب بالطلب. مع الوقت، ولأسباب تتعلق بكوني شخص عالق في فشلي المستمر، لاحظت أن هناك مبادرات مشابهة تنتشر عند المنافسين، إلا لسرقتهم أو لتبنيهم نفس أفكاري، وإما لكونها مجرد توارد أفكار، ونحن في سوق حرة، وارد فيه أن يتطرق أكثر من شخص إلى نفس الفكرة. وأنا لازلت غارق في مزيج بين أوهامي وظروفي الخاصة، بالطبع أنا قادر على تحطيم أي عوائق حتى أتحطم ولم أتحطم بعد. أو لم أسقط بعد أو شيء مثل ذلك (فالضربة التي لا تقتلك تقويك،وأنا أصبحت مثل كيس رمل مخصص للملاكمة من كثرة الضربات). لازلت بعد غير قادر على التسويق لنفسي، ومسألة التسويق الشفاهي، أو أن زبون واحد يحكي عنك لـ 250 عميل محتمل آخر. هي قاعدة تحتاج إلى قاعدة أخرى تساندها، وهي الاستهداف. لأن هناك شريحة من العملاء، لا تتعامل معك إلا مرة واحدة فقط أو مرتين بحد أقصى كنوع من انتهاز الفرص، هذا السلوك، هو الدافع لبعض التجار للتعامل مع العملاء بنظام (شقلب واقلب) يعني لا يهم بالنسبة له التجربة الشخصية للزبون، لأنه دوما سوف يأتي غيره! أحد المسوقين تحدث عن هذا وأسماه تعدد الخيارات بما لا يطاق. أي أن العميل لديه دائما خيارات أخرى غيرك. لهذا، التسويق بالولاء ينج دائما، ولا ينافسه تقريبا سوى السلوك الاحتكاري للعلامات الكبرى مع تغطية إعلامية / ترويجية كبرى. حاليا، أنا مهتم جدا بدعم مشروعي للنهاية ومحاولة الاستقرار على نفس هذه المبادرات -وأكثر- عدا الـ 100 كتاب / 100 جنيه، تحولت بدلا منها إلى توفير الكتاب بـ دولار واحد (يساوي 50 جنيه حاليا). حتى أنني أحيانا، قد أشتري كتابا قيم بـ 100 جنيه، وأوفره بـ 50 ج، منها دعم للفكرة التي أسوق لها، ومنها أنه هذا الكتاب، قد لا يتوفر للقارئ الكريم بسهولة بنفس هذا السعر ولا حتى بسعر مقارب له (على سبيل المثال أعمال الفيلسوف المصري عبد الرحمن بدوي). إلى أي حد يمكن أن يستمر المرء في دعم مشروعه، والتسبب باستدانته أو الإفلاس التام، والتخلى عن مسؤلياته تجاه عائلته؟.
إلى أي حد يمكنك أن تنفق على مشروع من أجل تبني مبدأ أو طرح معين؟
رايفين لا يمكنك تطبيق نفس الأفكار التسويقية باستمرار وانتظار نتائج مختلفة. ما ينقصك هو عنصر السرعة برأيي، فتطبيق إستراتيجية معينة يجب أن يكون هناك مدى زمني معين مرتبط بها لاختبارها. لم تفلح؟ فلتتخلَ عنها وتجرب غيرها. من الجيد أن تفشل مبكرًا حتى تحقق النجاح مبكرًا أيضًا. أمّا التمسك بالفكرة والاقتناع بأنها فعالة رغم أنه ليس هناك ما يثبت ذلك فهذا لا يجدي نفعا ولن يكون سوى عبارة عن سلسلة مستمرة من الفشل.
لدي مقترحٌ ليس هو الأفضل ولكنه ربما يفيدك.
برأيي أنك تحتاج لوضع نفسك مكان القارئ الذي تصله عروضك وخدماتك، ورؤية هل هذه العروض حقاً هي ما يحتاجه القارئ؟
ربما تستطيع أن توفر عرضاً هو الأفضل من نوعه، ولكن الشريحة التي تستهدفها لا ترغب فيه أصلاً.
ربما عليك أن تسأل الناس، ما هو أكثر شيء يجذب انتباههم للشراء، وكيف يفضلون عرضاً أو خدمة على أخرى؟
وما هي أفضل العروض من وجهة نظرهم؟ وكيف يختارون تاجراً دائماً؟
ربما إجابات هذه الأسئلة ستوضح الرؤية لديك أكثر وتمكنك من وضع الخطة الأنسب لعملك.
فأنت لست مضطراً بأن تجبر نفسك على الدفع لدعم أفكارك، وإنما جعل أفكارك هي التي تدفع لدعمك.
وفقك الله في مسعاك.
لاحظت من كلامك أن نظرتك التسويقية تعتمد على فكرة تخفيض السعر لأكبر درجة ممكنة مقتنعًا أن هذا ما يحتاجه المشتري، وفي الواقع هي نظرة خاطئة حيث يخلق هذا حاجزًا نفسيًا يجعل القارئ يظن أن الكتب التي تقدمها ليس لها قيمة فعلية تجعله يدفع لها. بل بالعكس أحيانًا كلما تزيد القيمة السعرية يظن القارئ أن القيمة الضمنية تزداد أيضًا حتى لو لم يكن هذا حقيقي! لذا أنصحك بدراسة التسعير سواء بشكل عام أو خاصة عند العروض حتى تحافظ على قيمة منتجك في عيون المشترين
كلامك متوافق إلى حد كبير مع كلام الصديقة رغدة جعفر، والصديق حمدي محمد، وإن كنت اختلف تماما ولازلت متمسك برأيي المستند إلى فكرة أن القارئ أو العميل، ليس بالضرورة شخص أحمق، يضع قيمة كبيرة على الأغلى سعرا. لا .. بل أرى، ما الضير من توفير العديد من الكتب بأسعار ممتازة، وهي سياسة رائجة وقائم عليها عدد لا بأس به من المكتبات الكبرى (الربع الثقافي، الأزبكية، الميكرفون، بلو بوك) ولكن إلى جوار الترويج للكتب الغالية أيضا، وهو ما أحاول فعله أيضا.
ما الضير من توفير العديد من الكتب بأسعار ممتازة
لا يوجد ضير ولكن الفكرة في كيف تخطط لعملك ليكون مربحًا لك وبالتالي يدفعك على الاستمرار.
وبالمناسبة لقد جربت كل هذه المكتبات التي ذكرتها والفكرة هنا أن لديهم موردين وكمية ضخمة من الكتب وبعضها كتب قديمة أو مستعملة أو غير أصلية ولها زبائنها وهم يعرفون كيف يحصلون على الربح المناسب لأن الكتاب الذي يتمكنون من الحصول عليه لا يكلفهم الكثير وكذلك أنهم يمكنهم التعويض في كتب أخرى. ولكن ما الأمر بالنسبة لك؟ هل يمكنك الحصول على الكتب بنفس السهولة والكثافة؟ أم أن فارق العروض أنت من تقوم بالدفع فيه؟ وهل توضح لزبائنك أنك تود أن تكون في نفس الخانة مع هذه المكتبات أو أن هذا هدفك من الأصل أم لا لأنه بوجود هوية واضحة لصفحتك ستتمكن أكثر فأكثر من جذب العملاء المناسبين لها
التعليقات