أسوأ عدو هو شريك سابق: كيف نتعامل مع الشركاء السابقين حين يتحولون إلى منافسين؟

بالضبط، ولا يعني فكرة أن شريك سابق يصبح منافس أنه بنسخ ولصق ما تعلمه من عمله معي في مشروعه أو شركته، والأساس في المنافسة هي القدرة على تقديم الجديد واثبات أن لدي ما يميزني عن غيري رغم تشابه مجالاتنا، فإذا لم يقدم المنافس شيء مختلف عما أقوم به هو بذلك يكتب بداية فشله بنفسه، وإذا لم أسعى أنا كل فترة والأخرى للتطور والتجديد سأفشل أمام التحديات الجديدة وسيظهر آخرون ليقوموا بتقديم حلول لها.

يمكن أن نجد مثالاً قوياً في علاقة ستيف جوبز وبيل غيتس مع أن هذا المثال بعيد بعض الشيء، حيث رغم أن العلاقة بينهما لم تكن بموجب شراكة سابقة، إلا أن التنافس بينهما ساهم في دفع تقنيات الحوسبة والتكنولوجيا إلى مستويات جديدة. تفتح هذه العلاقات الديناميكية فرصًا للابتكار والتطور، وتشجعنا على السعي لتحقيق الأفضل رغم التحديات الموجودة.

 هنا يكون التحدي أكبر لأثبت لنفسي أنني استطيع تقديم الأفضل مهما تصور شريكي ومنافسي ما الذي سأقوم به

إستراتيجية دعهم لا يتوقعون خطوتك القادمة، أليس كذلك؟

وبالتالي أستخدم هذا كدافع للاستمرارية والابتكار على قدر الإمكان

هذه النقطة تتطلب قدرًا عاليًا من الفطنة والحنكة الإدراية لدى مدير الشركة، لأن أي مدير شركة في هذه الحال سيميل تلقائيًا إلى تغليب "التقليد"، وسيجد نفسه كلما خطى منافسه (شريكه السابق) خطوة يشعر وكأن عليه أن يخطو مثلها، مع أن كل شركة لها ظروفها وطريقها الخاص، وقد يؤدي التقليد في النهاية إلى هلاك الشركة لأنها لم تسمع صوت مؤشراتها الخاصة وانتهجت طريق المنافسة العمياء.

على سبيل المثال، أنت كصاحب شركة لديك نقطة تتفوق بها على شريكك السابق وهي أن الأقدمية لك، وأنت ثبتت قدميك بالسوق قبله عن طريق شركتك الحالية، بينما شركة المنافس هي لا تزال في البداية بالنسبة لك. طبعًا عليك استغلال ذلك.

رائع ولكني أريد التعليق على هذه الجملة:

لن يتبع هذا الشريك القديم أو المنافس الجديد سلوكي في تسيير أمور الشركة فلو كان يفضلها أو يقتنع بها ما تركني وتنافس معي.

في الغالب سيطبقها في البداية أو بالأحرى سيكون مجبرًا على تطبيقها لأنه لا يعرف غيرها في السوق. هل تدرك أن تلك هي معرفته عن السوق في البداية؟ هل سيترك ما تعلمه بالفعل عن بناء الشركة في هذا المجال ويترك ما تعلمه -والأكثر من ذلك- أمور مُجربة وأثبتت نجاحها في شركته السابقة ويذهب للتجربة من الصفر؟

أرى أن بالبداية شركته ستشبه شركتي إلى حد كبير، فلا مجال لديه إلا لتنفيذ ما هو مجرب والاستفادة مما تحصل عليه من خبرة، وبعد ذلك سيبدأ الإبداع في الظهور.

تعرفوأيضا الشركة تعرف حجمه وقدراته.

نعم شركتي تعرف حجمه وقدراته ولكنها لا تعرف حجم وقدرات فريقه طبعًا. ناهيك عن أن تفكيره نفسه وطريقة إدراته قد تتغير وتتطور وقد يصبح حوتًا كبيرًا في السوق في وقت قصير إن قللنا منه وتجاهلناه. لأنه من البديهي أنه لم يأخذ قرار الانفصال والمنافسة المستقلة إلا عندما أصبح مستعدًا لها.

لا عليك أحيانًا نستخدم المبالغة في اللغة العربية للتعبير فقط عن خطورة الموقف، فليس معنى أنني قلت إن السماء غاضبة أنها كذلك بالفعل، ولكن قد يعني أنها ستمطر قريبًا فقط. وفي ريادة الأعمال وبخصوص موضوع الشريك هذا: أسوأ عدو = أصعب منافس، وهو فعلًا أصعب منافس. أليس هذا صحيح؟ لا يعني هذا أنني أكرهه أو بيننا عداوة حقيقة. بتاتًا.

فهذا المنافس دخل إلى شركتك ويعرف عنها كل صغيرة وكبيرة. يعرف حجم الربح الذي تحققه الشركة ويعرف أساليبها وعقلية مديرها الذي هو أنت، إلخ.